(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ✦ القِسـم العَــام ✦ > ✦ هدِير الوَرق العَام ✦

✦ هدِير الوَرق العَام ✦ عصَارة فِكر وطَرح حُر لشتّى المواضِيع العامَة .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 11-23-2018
عاشق غرامك غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 945
 اشراقتي ♡ » Nov 2018
 كُـنتَ هُـنا » 01-18-2020 (07:00 AM)
آبدآعاتي » 7
 تقييمآتي » 240
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلعمر  » 17سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
تم شكري »  0
شكرت » 0
مَزآجِي  »  1
 
افتراضي احترام الآخرين . . قيمة حضارية تعلمها الغربيون من الإسلام



احترام مشاعر الآخرين والتعامل الراقي والمتحضر معهم صناعة إسلامية، فالإسلام ألزم المسلم باحترام وتقدير كل من يتعامل معهم وتقديم كل عون مادي أو إنساني لمن يحتاج هذا العون، ولذلك فإن المنبهرين بسلوكيات الغربيين الحضارية عليهم أن يعودوا إلى تعاليم وأخلاقيات دينهم الإسلامي ويترجموها إلى سلوكيات عملية وواقع حي، وعندها سوف يكتشفون أن السلوك الحضاري لهؤلاء تعلموه من الإسلام الذي ربانا على حسن الخلق .

يقول الداعية الإسلامي الشيخ خالد الجندي: الإسلام من خلال تعاليمه وآدابه وأخلاقياته علمنا الذوق الرفيع وزرع فينا الإحساس الراقي بالآخرين، والتعامل الكريم معهم، الذي يحقق لهم الرضا بعد القبول والارتياح، ويدفعهم إلى مبادلتنا بما هو أرقى وأفضل وأكرم وأكثر نبلاً، فهذا الدين العظيم يهذب سلوك أتباعه بتكاليف وتشريعات، ويقومهم بآداب وفضائل، ويربيهم على حسن الخلق والتعامل الراقي والمتحضر مع كل خلق الله، لا فرق في ذلك بين مسؤول وإنسان بسيط ولا بين غني وفقير .

تربية الضمير

ويضيف الشيخ خالد الجندي: إن التكاليف الدينية التي ألزمنا بها الإسلام هي مصدر رقينا وتحضرنا، وهي التي تلزمنا باحترام الآخرين والاعتراف بحقوقهم، وهذه العبادات لا تستهدف سوى تربية الضمير، وتهذيب النفس، وتطهير الروح، ونقاء القلب، وتقوية كل معاني الرجولة . فالصلاة مثلاً ليست مجرد طقوس شكلية يؤديها المسلم خمس مرات في اليوم من دون أن تترك أثراً في حياته وسلوكياته مع الناس . بل هي تهذب من سلوك من يحرص على أدائها ومن يؤديها على الوجه الأكمل، ولذلك فهي تصرف الإنسان عن فعل الفحشاء والمنكر أو التلفظ بهما، كما أخبرنا الخالق عز وجل: (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون) . وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه (أي من وسخه) شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا .

ومن مقاصد الزكاة تزكية النفوس، وتنقية المشاعر من رذائل البخل والشح والشره . يقول الحق سبحانه وتعالى: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)، ومن غايات الصيام العظمى غرس الخشية من الله تعالى في القلوب والصيانة للنفس عما لا يليق، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) . أما الحج فمن مقاصده جمع المسلمين من مشارق الأرض ومن مغاربها للتعارف ولتجديد الإخاء والمحبة، ولتبادل المنافع بين الناس وللإكثار من ذكر الله تعالى وعبادته . قال تعالى: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) .

منظومة أخلاقية

وإذا كان الإنسان - كما عرفه علماء الأخلاق - حيواناً أخلاقياً، ذلك أنه الكائن الوحيد من بين الكائنات التي خلقها الله لا يستطيع أن يعيش في هذه الحياة من دون قيم تحكم سلوكه على المستويين الفردي والاجتماعي، بل وتحكم سلوكه تجاه كل ما في الكون من حيوانات ونباتات وجماد وغير ذلك، وهذا يعني أن الإنسان بفطرته يحركه ضمير حي يدفعه إلى السلوك الحسن .

لكن يحتاج هذا الإنسان إلى ما يعينه على أن يلتزم بالسلوك القويم ويتجنب كل الرذائل في تصرفاته وأقواله، وهذا ما جاء به الإسلام من خلال منظومة أخلاقية متكاملة، تربي الإنسان المسلم على الفضائل، وتهذب سلوكه، وتعلمه كيف يلتزم الأدب والذوق في كل أقواله وسلوكياته . ومن هنا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوقف بين يديه وقال: يا رسول الله ما الدين؟ فقال له: حسن الخلق، فأتاه الرجل من جهة يمينه وقال له: يا رسول الله، ما الدين؟ فقال له: حسن الخلق، ثم أتاه الرجل من جهة شماله وسأله: يا رسول الله: ما الدين؟ فقال له للمرة الثالثة: حسن الخلق . ثم جاءه الرجل من ورائه وسأله: يا رسول الله، ما الدين؟ فالتفت إليه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: أما تفقه؟ هو ألا تغضب .

وقد سأل هشام بن حكيم رضي الله عنه السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجابت بقولها: كان خلقه القرآن . أي كان صلى الله عليه وسلم متمسكاً بآداب القرآن وبأوامره وبنواهيه وبأحكامه وبتوجيهاته فى ما يصدر عنه من سلوكيات تجاه الآخرين .

صناعة إسلامية

المفكر الإسلامي الدكتور محمد عبدالغني شامة أستاذ الثقافة الإسلامية في جامعة الأزهر يؤكد أن قيمة احترام الآخر وتقديره إنسانياً واجتماعياً والتي يعلو سقفها في الغرب، هي في حقيقة الأمر قيمة إسلامية تعلمها الغربيون من الحضارة الإسلامية، فالإسلام فرض على المسلم احترام الآخر والتعامل معه بإنسانية، سواء أكان ضيفاً أو من أبناء الوطن، وقيمة الاحترام تعني التعامل معه بلياقة وأدب، والإنصات إليه عندما يتحدث والرد على تساؤلاته عندما يسأل، ومساعدته عندما يطلب المساعدة، وعدم محاسبته على هفواته الشخصية غير المقصودة، والتفاني في خدمته وتقديم كل عون له، لكن للأسف هذا الأسلوب المتحضر في التعامل اختفى من حياة كثير من المسلمين وبرز بوضوح في تعاملات الغربيين .

وهنا يؤكد الدكتور شامة أن هذا الأسلوب الراقي في التعامل لن يكتسبه الإنسان من خلال كتاب يقرؤه أو برنامج تلفزيوني يشاهده أو مجموعة تعاليم تلقى عليه هنا أو هناك، بل يكتسب الإنسان فضيلة احترام الآخرين من أسلوب التربية الذي تربى عليه في المنزل، فالأب والأم والإخوة الكبار يلعبون دوراً واضحاً في ترسيخ هذه القيم والآداب في نفوس الصغار، فالأب والأم عليهما احترام حقوق أطفالهما والتعامل معهم باحترام متبادل، وهذا أيضاً غير موجود للأسف في العلاقة بين الآباء والأبناء في بلادنا العربية والإسلامية، حيث تكثر الشكوى من عقوق الطرفين .

أنماط خاطئة

الدكتور أحمد عبدالرحمن أستاذ الأخلاق يؤكد أن احترام الآخرين علامة تحضر ورقي، فكلما تعامل الإنسان باحترام مع الآخرين، حتى ولو كانوا مخالفين له في الرأي والفكر والعقيدة، كان متحضراً واتصف بالرقي في معاملاته، ويقول: لا خلاف على أننا نفتقد هذه الفضيلة في سلوكيات الكثير من الكبار والصغار في بلادنا العربية والإسلامية الآن، فقد حلت البلطجة محل الاحترام، وحل الصوت العالي محل الصوت المنخفض الذي يعبر عن رقي وتحضر صاحبه، ولذلك ليس غريباً أن ينتشر العنف والإجرام في شوارعنا ونوادينا وأسواقنا، وحتى جامعاتنا التي يفترض أنها تضم أرقى فئات المجتمع .

وتغيير هذه الأنماط السلوكية الخاطئة وإحلال القيم الحضارية الإسلامية محلها يحتاج - كما يقول الدكتور أحمد عبدالرحمن إلى جهود كبيرة تبدأ من داخل البيت، حيث يجب أن يقوم الآباء والأمهات بواجباتهم التربوية وينبغي أن تكون سلوكياتهم أمام أبنائهم نموذجاً للتحضر والرقي، وتنطلق القيم الإسلامية أيضاً من المدرسة، فنظام التعليم في بلادنا العربية والإسلامية يجب أن يولي منظومة القيم ما تحتاجه من اهتمام، فلا قيمة لعلم أو فكر أو ثقافة يحملها إنسان غير متحضر، ويتصرف بشكل غير لائق مع كل المحيطين به .

ويحمل الدكتور أحمد عبدالرحمن علماء ودعاة الإسلام مسؤولية غياب القيم الحضارية الإسلامية عن سلوكيات أبنائنا، فالدعاة من وجهة نظره مشغولون بأمور وقضايا غيبية وخلافية ويتركون أو يهملون القيم والأخلاقيات الإسلامية التي من شأنها، في حالة شيوعها وانتشارها، ضبط سلوكيات الإنسان وتهذيب أخلاقه بقيم وآداب إسلامية رفيعة .


منقول




رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الآخرين, الغربيون, الإسلام, احترام, تعلمها, حضارية, قيمة

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قيمة العمر في الإسلام Şøķåŕą ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ 30 منذ أسبوع واحد 04:23 PM
التقليل من قيمة الآخرين يسبب في تحطيم نفسك شيخة رواية 𓇬 تَطـوير الــذَّات 𓇬 22 10-21-2024 05:07 PM
تعليم الطفل احترام الآخرين Şøķåŕą ✬ بـرَاءة طفُولـة ، عَالم الطّفـل الجميل ✬ 26 01-21-2024 08:58 PM
واشنطن بوست: المرتزقة الغربيون يفرون من أوكرانيا ♡ Šąɱąя ♡ ⁂ الأخبَـار اليومِية والصحُف العربِية والعَالمية ⁂ 8 03-25-2023 02:44 PM


الساعة الآن 03:45 AM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع