رسالة إلى شهرزاد

عزيزتي شهرزاد
ألا تعلمين من أنا ؟
أنا سيدك .. وخدينك
وهل ننكر الشمسَ في وضح النهار
حقـاً أنا هو .. شهريار
ساحر النساء
ومع كل فجر ٍ يسكت الكلام
وتأتي ليلة جديدة فيحلو الغناء
هيا يا شهرزاد
يا من صورك رب السماء
وخط حدودك أبدع رسَّام
أنشديني عشق الهوى
حتى تسكر الأنغام
أنا دنجوان الحب
وسلطان الغرام
آسر القلوب والأفهام
أقبلي نحوي وصبي رحيقك
من شفاه ثغرك البسام
أنتِ روح قصائدي وأشعاري
أنتِ السحر والإلهام
وسأعترف لك يا شهرزاد
سأتقمص دورك .. سأحكي أنا
فلتسمعي .. ولتسمعي .. ولتسمعي
كلُ النساءِ حبيبتي
كم سَبَحتْ جفونهن فوق السرير
كلهن كن يعشقن مضاجعي
ولفـفـتهنَ كما الحرير
على جراح أصابعي
وكم نمن بين سطور قصائدي
وسأعترف أكثر
بالعطر قد حمّمتُ أفروديت وبلقيس
غازلتُ أهدابَ كليوباترا بالأشعار
نشَّفتُ شَعرَ حبيبتي إيزيس بالأمطار
ونقشتُ عيون عشتار بكحل الليل
حين ألقت بخصرها النحيل
على صدري الخجول
وتعمَّدَتْ ليْـلىَ بماء رجولتي
وبثينة صارتْ من الجواري خاصتي
كل النساء صرن يعشقن دولتي
ووضعتهن على وسادة أضلعي
شهرزاد .. ما بك عشيقتي ؟
ألا تشعرين معي بدفء الثلج وبرد النار
نعم وضعتـُهُن على وسادةِ أضلعي
وبرغم ذلك .. صدّقي
فينوس بالأمس .. قد نامت معي
حتى بناتُ الحور
لم تسلم من مطمعي
قد أحببـتهُن .. وعشقتهن
وتحممتُ بعطرهنَّ
بنـَدَى الورودِ غسَلتُ رأسَ نهودَهُـن
أطوفُ كفراشة ٍعلى أغصانهن
رويت أجسادهن بكل غيماتِ الفـرَح
نقشتُ على صدورهن بكل لون ٍمن قـُزَحْ
وتركتُ خلفي ألفَ شهاب ٍ
ذاب في العشق واحترق
هل عرفتِ الآن يا شهرزاد
بأني ساحر النساء الشَّبـِق
بوسائدي مليون أنثى عائمة
بقصائدي مليون أنثى هائمة
على مضاجعي في دولتي
مليون أنثى نامت في حضن الغَرَقْ
لكنني يا شهرزاد
ما زلتُ طفلَ قصيدةٍ
يحبو على بساط القوافي في الورق
حتى هنا .. وصلت مفترق الطرق
فلنمزح معاً .. كل النساءِ حبيبتي
ماذا يُردنَ سوى حبيب ٍصادق ٍ
أو شاعـر ٍلو كاذِب ٍ .. عندَ الغسق
حقاً أنا هو شهريار الدنجوان
لكن بالشِعرِ يا عمري فقط
والشاعرُ يا حبيبتي يكذِبُ
حتى لو صَدَقْ

***********
نقول
بقلم
نسيم الليل