[ الصفات الخَلقيَّة للخلفاء الراشدين ]
- رضوان الله عليهم - :
(۱) - أبو بكر الصديق :
“ كان أبيض تخالطه صفرة ، حسن القامة ، نحيفا ، خفيف العارضين ” عارِضةُ الإنسان: صفحتا خدَّيه ، وقولهم فُلانٌ خَفيفُ العارضين يُرَادُ به خِفَّةَ شعر عارضيه “ ، أجنأ ” ميل في الظهر “ ، معروق الوجه ” قليل لحم الوجه “ ، غائر العينين ، حمش الساقين ” دقيق الساقين “ ، يخضب شيبه بالحناء والكتم ، اشتهر في الجاهلية بصفات عدة ، منها العلم بالأنساب ، فقد كان عالمًا من علماء الأنساب وأخبار العرب ، وله في ذلك باعٌ طويل جعله أستاذ الكثير من النسابين كعقيل بن أبي طالب وجبير بن مطعم وغيرهما ، وكانت له صفة حببته إلى قلوب العرب ، وهي أنه لم يكن يعيب الأنساب ، ولا يذكر المثالب بخلاف غيره ، وقد كان أبو بكر أنسبَ قريش لقريش وأعلمَ قريش بها وبما فيها من خير وشر.
(۲) - عمر بن الخطاب :
” كان طويلًا جسيمًا ، شديد الصلع ، أبيض شديد الحُمرة ، في عارضيه خِفّة ، وسبلته كبيرة “ ما على الشفة العليا من الشعر وهي طرف الشارب ” ، وفي أطرافها صهبة “ حُمرة ” ، إذا حزبه أمر فتلها ، وكان إذا مشى شديد الوطء على الأرض ، جهوري الصوت ، قليل الضحك. روى يعقوب بن سفيان في ( تاريخه ) بسند جيد إلى رزّ بن حبيش ، قال: رأيت عمر أعسر أيسر “ الأعسر الأيسر: هو الذي يعمل بيديه جميعا ويُسمَّى الأضبط ” ، أصلع آدم ، قد فرع النَّاس كأنه على دابّة !! “. وكان من أشراف قريش ، وإليه كانت السفارة فهو سفير قريش ، فإن وقعت حرب بين قريش وغيرهم بعثوه سفيرًا ، وإن نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر رضوا به ، بعثوه منافرًا ومفاخرًا.
(۳) - عثمان بن عفان :
” كان جميلًا ليس يالقصير ولا بالطويل ، حسن الشعر ، حسن الوجه ، كبير اللحية ، خدل الساقين “ ضخم السافين ” ، طويل الذراعين ، كثير الشعر ، أسمر اللون والراجح أنه أبيض ، عظيم الكراديس “ جميع كردوس ، وهو كل عظمين التقيا في مفصل ” ، بعيد ما بين المنكبين “ أى عريض أعلى الظهر ” ، يخضب بالصفرة “ أي يصفّر لحيته “، وكان قد شدَّ أسنانه بالذهب ، بوجهه نكتات ” آثار “ الجدري ، أحسن الناس ثغرًا ، وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه للعديد من الأمور لعلمه ، وتجاربه ، وحسن مجالسته ، وكان شديد الحياء ، ومن كبار التجار ، كما أنه لم يكن يوقظ نائمًا من أهله إلا أن يجده يقظان فيدعوه فيناوله وضوءه ، وكان يصوم الدهر ، ويلي وضوء الليل بنفسه ، وقد كان ليَّن العريكة ، كثير الإحسان والحلم.
(٤) علي بن أبي طالب :
” كان ربعة من الرجال إلى القصر “ ربعة أي وسيط القامة ” ، أدعج العينين “ أي ذو عيون واسعة ، شديدة البياض والسَّواد ” أحسن الوجه كأنه القمر ليلة البدر حُسناً ، عظيم البطن ، عريض المنكبين “ أي عريض الكتفين ” ، شثن الكفين “ أي غليظ أصابع الكفين ” ، أصلع ليس فى رأسه شعر إلا من خلفه ، عظيم اللحية جداً قد ملأت ما بين منكبيه بيضاء كأنها قطن ، إذا مشى تكفأ “ تبختر ” ، و هو إلى السمن ما هو ، شديد الساعد واليد ، إذا مشى إلى الحرب هرول ، ثبت الجنان ، قوى ، شجاع. أخرج ابن إسحاق في المغازي وابن عساكر عن أبي رافع أن علياً تناول باباً عند الحصن حصن خيبر فتترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله علينا ثم ألقاه فلقد رأيتنا ثمانية نفر نجهد أن نقلب ذلك الباب فما استطعنا أن نقلبه وروى البخاري في الأدب عن سهل بن سعد قال إن كان أحب أسماء علي رضي الله عنه إليه أبا تراب وإن كان ليفرح أن يدعى به