أليسَ القلبُ مِن لحمِ ؟
أجيبي يا ابنة العمِّ
ويلحسُ جرحَهُ صبرا
كمثل القطِّ إذ يَدمي
أليسَ القلبُ (صدّيقا )
بجُبّ الضيق والغمِّ
وما في القومِ من ساقٍ
يَهزّ الدلوَ أو يرمي
يشيخ القلبُ في عامٍ
مِن الأحزانِ والهمِّ
ويغزو الشيبُ لحيتهُ
بلونِ الليل والفحمِ
وما في القلب مُتكَأٌ
مِن الغضروف والعَظمِ
له أيضا تجاعيدٌ
وتاريخٌ من الإثمِ
وحُبٌّ متعِبٌ باقٍ
على جنبيه كالوشمِ
وأيّ قلوبنا سلِمتْ
مِنَ الآثام واللؤمِ ؟
كذاك القلب سيّدتي
فكفيّ الآن عن لومي
فقلبي الآن ممتلئٌ
بما في (الشرْق) من ظلمِ
أنا أُخفي تمزّقهُ
وأبدي الوردَ للشمِّ
ولو قد كان حدّادا
لعاف الطَّرْقَ مِن سأْمِ
حدودُ الصبر واضحةٌ
وضوحَ الخطّ في الرسمِ
وما في القلب مِن نبضٍ
ولكنْ ضربةُ اللطمِ
أليس القلب معذورا
إذا أمضى على بصمِ
وهزهزَ راية بيضا
ءَ يرجو نعمة السلمِ
وقال : (( الله يغفرُ لي
إذا فرّطتُ في حلمي))؟
قلوب العُرب نابتةٌ
كقتلى الحرب في الدمِّ
تبيتُ الليلَ باكيةً
تراودُ غمضةَ النوم
وتصبحُ كلّها صُفرا
كليمونٍ مِن السَّقمِ
بكل دقيقة جرحٌ
يزيد معدّلَ السمِّ
فكيف القلبُ قولي لي
يعيشُ العمر في وهمِ
بلا ورد ولا فرحٍ
ولا شيء من الحلم ِ؟
دوام الحزنِ قتّالٌ
وأدنى الفتكِ أن يُعمي