عدد الصحابة رضي الله عنهم
إنَّ عدد الصحابة رضيَ اللهُ عنهُم لا يُمكن الجزم به لتفرقهم في العديد من القُرى والبُلدان والبوادي، ويُعتقدُ بأنّ عددهم هوَ مائة وأربعة عشر ألفاً حسب ما جزمَ بهِ الحافظ أبو زرعة الرازي (شيخ الإمام مسلم)، وقد قالَ كعب بن مالك رضيَ اللهُ عنهُ في سياق قصّة تخلفه عن غزوة تبوك، قال: وأصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير لا يجمعهم كتاب حافظ، وذلِكَ يعني بأنّهُ من كُثرة عددهم لن يسعهم كتابٌ لذكرهم فيه، لذلِكَ يُعتقدُ بأنَّ عددهُم كبير. كذلِكَ وفي غزوة تبوك (التّي كانت في شهر رجب قبلَ وفاة الرسول صلى الله عليهِ وسلم بعامين إلّا شهرين تقريباً) خرجَ الرسول عليهِ السلام لقتال الفُرس وعددهُ ثلاثون ألف مُقاتل، ولم يتخلّف عن تلك الغزوة إلّا كعب بن مالك وصاحباه، فإذا تمَّ جمع هذا العدد مع الذّينَ لم يخرجوا إلى هذهِ الغزوة من رجالٍ ونساء وصبيان والأشخاص البعيدين عن المدينة فسيصل العدد إلى مئة ألف تقريباً، والله تعالى أعلم. وصفَ جابر بن عبد الله رضيَ اللهُ عنه من حجّوا مع النبي عليهِ السلام فقال: " فصلّى رسول الله صلى الله عليهِ وسلم في المسجد، ثُمَّ ركب القصواء، حتّى إذا استوت بهِ ناقته على البيداء نظرتُ إلى مد بصري بينَ يديهِ من راكبٍ وماشٍ، وعن يمينهِ مثل ذلِك، ومن خلفه مثل ذلك". رواهُ مسلم وهؤلاء هم النّاس الذّينَ خرجوا مع الرسول عليهِ السلام من المدينة ومكة وما حولها، ولقد انضمَّ إليه الكثير أيضاً من الطريق، وذلِكَ يدُلُّ على كثرة أعداد الصحابة من حوله.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|