ضحك النبي(صلَّ الله عليهِ و سلَّمَ

]

قيل لجابر بن سمرة (رضي الله عنهُ) : أكنت تجالس النبي (صلَّ الله عليهِ و سلَّمَ) ؟ قال : نعم كثيرا ، كان لا يقوم من مصلاه الذي صلّي فيه الصبح حتى تطلع الشمس فإذا طلعت الشمس قام وكانوا يتحدّثون (*) فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسّم رسول الله (صلَّ الله عليهِ و سلَّمَ) - رواه مُسلم –
(*): فيه جواز الكلام المباح في المسجد ، وهذا في بعض الأحيان وإلا كان النبي (صلَّ الله عليهِ و سلَّمَ) إذا سلم من الصبح التفت إلى أصحابه وقال : هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ؟ فإن رأى أحد شيئا قصّه ، وربما قصّ النبي (صلَّ الله عليهِ و سلَّمَ) عليهم ما رآه .وعنه قال : كان رسول الله (صلَّ الله عليهِ و سلَّمَ) طويل الصمت (*) قليل الضحك – رواه الإمام أحمد –
(*): طويل الصمت ، أي يتفكّر في خلق الله تعالى ، وربما رُئي عليه علامة الحزن ؛ قليل الضحك إلا لسبب ، وفي رواية : كان النبي (صلَّ الله عليهِ و سلَّمَ) قليل الكلام ؛ قليل الطعام .

وعنه قال : كان في ساقي رسول الله (صلَّ الله عليهِ و سلَّمَ) حُمُوشة ( أي رقة وخفة ) وكان لا يضحك إلا تبسّما ، وكنت إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين وليس بأكحل ( أي لغزارة الأهداب وسوادها ) .
عن عبد الله بن الحارث (رضي الله عنهُ) قال : ما رأيت أحدا أكثر تبسّما من رسول الله (صلَّ الله عليهِ و سلَّمَ) (*)- رواهما الترمذي (الأول بسند صحيح والثاني بسند حسن ) -
(*): لأنه (صلَّ الله عليهِ و سلَّمَ) كان يتبسّم في وجه من لقيه من أصحابه ، وهذا من البشاشة المطلوبة ، وفي رواية : (( تبسّمك في وجه أخيك صدقة )) ،فما كان (صلَّ الله عليهِ و سلَّمَ) يضحك إلا تبسّما ، وما كان يقهقه لحديث : ( لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب ) ولأنها من عادة أهل الأهواء .


المصدر
كتاب التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول (صلَّ الله عليهِ و سلَّمَ) للشيخ منصور علي ناصف