مشاعر حاج
أيامنا هذه أيام مشهودة معلومة، تشرئب أعناق المسلمين في أصقاع المعمورة لزيارة البيت العتيق، امتلأ الجو بهم محلقين، والبحر عبر أمواجه خائضين، والبر عبر طرقاته عابرين..
فترى الحُجاج إليه آتين، وعليه مقبلين، ثم في جنباته طائفين..
من كل عرق أتوا، ومن كل لون لبوا، وبكلِ لغة هلوا، فيا حُسنهم والمشاعر تبتهج بهم، وجبال مكة تردد صدى تلبيتهم، دموعهم منسكبة، وألسنتهم ذاكرة، وقلوبهم وجلة..
تركوا البلدان، وهجروا الأوطان، وتغربوا عن الأهل والخلان، طلباً لمرضاة العزيز المنان، واستجابة لنداء خليل الرحمن " وأذّن في الناس بالحج .." نفوسهم فرحة، ورحماته عليهم نازلة، الله في ملكوته يباهي بهم ملائكته، كلما حلوا في مشعرٍ تذكروا مرور حبيبهم ﷺ وآثاره ومنازله، حتى يحين منهم الوداع، ويرحلوا من البيت إلى لقاء ..
فلا تسل ثمّ عن المُقل ودموعها، والقلوب وأحزانها، والأكباد وتفطرها..
فاللهم حفظاً لقاصديك، تقبلهم، وردهم مأجورين..
واغفر لكل من سعى لخدمتهم...
منقول
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|