مكانة المرأة في الإسلام
مكانة المرأة في الإسلام
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
يقول الدكتور حامد الرفاعي لقد اختص الإسلام المراة بامتيازات عن الرجل تقديرًا وإكرامًا لها، مقابل ما كلفها به من أمرين عظيمين جليلين تتحمل مسؤوليتها العظيمة الرفيعة وهي :
تحملها مهمة إعداد نفسها لتكون سكنًا معنويًا وروحيًا وحسيًا لزوجها يأوي إليها، يغسل في ظلال أنوثتها ورحاب نفسها وغزارة عواطفها المتميزة بالرحمة والمودة أدران ومتاعب وهموم كدحه وكفاحة في ميادين ما كلف به من واجبات لم تكلف بها المراة، في قول الله تعالى : وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ .
كذلك تحملها أعباء الحمل ومخاطره ومشقة الولادة، ومسؤوليات الأمومة في حضانة الأطفال وتنشئتهم، ومتابعة تربيتهم وإعدادهم لتحمل مسؤولياتهم تجاه تكاليف الحياة التي تنتظرهم... وإنها لا شك مسؤولية تتصاغر أمامها أية مسؤولية أخرى، ومقابل هذين الأمرين العظيمين والمهمتين الجليلتين فقد اختص الإسلام المرأة بامتيازات عن الرجل، بأن خفف عنها بعض الأعباء دون انتقاص من حقوقها أو حقوق الزوج.. نذكر منها:
أعفى الإسلام المرأة من أعباء القيادة العليا ومسؤولياتها وتبعاتها في تصريف شؤون الحياة، وجعل ذلك العبء ومسؤولياته على عاتق الرجل، وله أن يستعين بالمرأة ما أمكنها ذلك وبرغبتها متطوعة في ذلك من دون إرهاق لها أو تحميلها ما لا تطيق، كما هو في قول الله تعالى ..( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىظ° بَعْضٍ ..) 34 النساء
أعفى الإسلام المرأة من فريضة الحرب والقتال وجعل ذلك من واجبات الرجال ومسؤولياتهم، دون أن تحرم النساء من رغبة المشاركة في الجهاد وإباحته لهن إن أردن ذلك.
خفف الإسلام عن المراة عبء مسؤولية الشهادة أمام القضاء فجعل مسؤوليتها في ذلك نصف مسؤولية الرجل إذا تخلفت عن الشهادة أو نسيت مضمونها، بينما حمل الرجل كامل المسؤولية في ذلك كما في قول الله تعالى : (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى) 282 البقرة .. أما في الحالات الخاصة التي تمس مسؤوليتها في تحديد المولود ونسبة، فقد جعل مسؤوليتها في الشهادة في هذا الأمر مسؤولية كاملة من دون مشاركة لأحد معها من الرجال أو النساء في تقرير هذا الأمر العظيم الذي تترتب عليه أحكام المواريث والأنساب وغيرها ،وهذه ثقة كبرى بالمرأة في التشريع الإسلامي .
أعفى الإسلام المرأة من تكاليف النفقة في الحياة الزوجية، وجعل هذا العبء بكامله من مسؤولية الزوج فحسب، ابتداء من مهر الزوج وتكاليفه إلى تكاليف المنزل ومتطلبات الزوجة والأولاد، دون المساس بأموال الزوجة وممتلكاتها الشخصية التي لا يحق للرجل أن يطالبها بشيء منها ، فإن فعل فإنما هو اعتداء واغتصاب لحق الغير، وهكذا فإن الإسلام أعطى للمرأة امتيازًا ماليًا غير عادي على الرجل.
الإسلام مثلما اختص المرأة بامتيازات كثيرة مكافأة وتقديرا لها على المهام الأساسية الكبرى التي كلفها بها ، فقد اختص الرجل بامتياز في حالة من حالات الإرث وذلك تقديرًا وإنصافًا له، مقابل ما كلفه من تحمل كامل لمسؤولية الإنفاق على الزوجة وغيرها من الأب والأم والأخوات وكل ذي رحم .
وهكذا نجد أن الإسلام قد أقام علاقة تكاملية بين حقوق وواجبات الرجل والمرأة مع امتيازات خاصة بالمرأة تقديرًا وتعظيمًا لمهمتها الإنسانية العظيمة
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
آخر تعديل قانون الحب يوم
08-25-2019 في 07:39 AM.
|