الرسول صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء
الرسول صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم السّلام، ومن أشرف الناس نسباً، دلّ على ذلك شواهد كثيرةٌ، منها جواب أبي سفيان عندما سأله هرقل عن نسب الرسول صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (هوَ فينا ذو نَسَبٍ)،[] واسمه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن عبد مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وينتهي نسبه -عليه الصّلاة والسّلام- إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السّلام، وكنيته أبو القاسم، ولدته أمّه آمنة بنت وهب في شهر ربيع الأول من عام الفيل، وقد ولد يتم الأب، فقد توفّي أبوه قبل ولادته، وبعد ولادته أرضعته ثويبة مولاة أبي لهبٍ لأيامٍ قليلةٍ، ثمّ أرضعته حليمة السعديّة أربعة أعوامٍ، وأعادته إلى أمّه على إثر حادثة شقّ الصدر، ثمّ توفّيت أمّه وهو في السادسة من عمره، فعاش في كفالة جدّه عبد المطلب إلى أنّ توفّي جدّه وهو في الثامنة من عمره، فانتقل إلى كفالة عمّه أبي طالب، الذي أكرمه وأحسن إليه، ونصره ودافع عنه حين بعثه الله تعالى بالرسالة، ولكنّ أبا طالب مات على شركه؛ فخفّف الله تعالى عنه من عذاب النار بسبب نصرته للنبيّ عليه الصلاة والسّلام، ومن الجدير بالذكر أنّ الله تعالى قد عصم نبيه من دنس الجاهليّة، فكان صاحب خُلقٍ عظيمٍ، حتى أنّه كان يُعرف بين قومه بالصادق الأمين، وفي مرحلة الشباب عمل في التجارة، فكان يخرج إلى الشام متاجراً بأموال خديجة بنت خويلد، وبرفقة غلامها ميسرة، الذي أخبرها عن أخلاق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأُعجبت بصدقه وأمانته، فعرضت عليه الزواج فتزوّجها، وأنجبت له كلّ أولاده إلا إبراهيم، وأحبّها فلم يتزوج غيرها حتّى ماتت، ولمّا بلغ -عليه الصّلاة والسّلام- الأربعين من عمره، بعثه الله تعالى رسولاً للبشريّة جمعاء، فدعا للإسلام في مكّة فترةً طويلةً من الزمن، فلم يؤمن له إلّا قلّةٌ من الرجال والنساء الذين كانوا مُستضعفين من قريش، فلمّا اشتدّ أذى المشركين له ولأصحابه أذن الله تعالى لهم بالهجرة إلى المدينة، فهاجر برفقة أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، واستقبله أهلها خير استقبالٍ؛ فعزّروه ونصروه على عدوه، حتّى مكّن الله لهم، وانتشر الإسلام في أنحاء الأرض.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|