لقد كانت ثقة أهل قريش بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي أمانته كبيرة
لقد كانت ثقة أهل قريش بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي أمانته كبيرة، فكانوا ينقلون إلى بيته أموالهم ونفائسهم أمانة عنده، ولم يزل ذلك دأبهم حتى بعد معاداتهم له بسبب دعوته لهم إلى الإيمان بالله تعالى وترك عبادة الأوثان .
ذكر ابن كثير في السيرة النبوية: " لم يَعْلَم بخروج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحد حين خرج إلاَّ علي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق وآل أبي بكر، أما علي فإن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمره أن يتخلف، حتى يؤدي عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الودائع، التي كانت عنده للناس، وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وليس بمكة أحد عنده شيء يخشى عليه إلا وضعه عنده، لما يعلم من صدقه وأمانته " .
وإذا كان الفضل والحق ما شهدت به الأعداء، فقد شهد بأمانة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعداؤه ، ففي القرطبي عند تفسير قول الله تعالى: { وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ }(الجاثـية: من الآية23) قال مقاتل: " نزلت في أبي جهل، وذلك أنه طاف بالبيت ذات ليلة ومعه الوليد بن المغيرة، فتحدثا في شأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقال أبو جهل: والله إني لأعلم أنه لصادق! فقال له: مه! وما دلك على ذلك؟!، قال: يا أبا عبد شمس، كنا نسميه في صباه الصادق الأمين، فلما تم عقله وكمل رشده، نسميه الكذاب الخائن!! " .
وها هو أبو سفيان زعيم مكة ـ قبل إسلامه ـ يقف أمام هرقل ملك الروم و يعجز عن نفي صفة الأمانة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رغم حرصه حينئذ أن يطعن فيه، ولكن ما أن سأله هرقل عما يدعو إليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأجاب أبو سفيان : " يأمر بالصلاة، والصدق والعفاف، والوفاء بالعهد وأداء الأمانة " .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|