11-04-2019
|
|
|
|
قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم القصة الثالثة
قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم
القصة الثالثة
تلك إذاً قسمة " صحيحة "
دكتور عثمان قدري مكانسي
دخلت حسناء البيت مسرعة ، فوجدت أمها ترتب الطعام على المائدة ،
فبعد قليل يأتي والدها من العمل متعباً ، فيأكل ثم يصلي
ليرتاح قليلاً قبل زيارة الجدة ، فشرعت في مساعدة أمها ،
وأخبرتها أن معلمتها ذكرت لها قصة الحلاّبة وابنتها،
فأعجبت بالبنت ونزاهتها وحسن إيمانها ،
ورغبت أن تكون مثلها في التزامها آداب هذا الدين العظيم والتمسّك بأهدابه
ولم تنتظر أن تطلب أمها أن تقص عليها قصتها ، فبدأت تقول :
إن الفاروق عمر رضي الله عنه خليفة المسلمين انطلق
وخادمُه يعُسّ طرقات المدينة ، ويتفقد أمور المسلمين ،
فسمع امرأة تقول لابنتها : يا بنيّة امزقي ( اخلطي وامزجي ) اللبن بالماء
– كي يكثر فيزداد الربح- فقالت البنت لأمها :
أم تعلمي أن أمير المؤمنين حذرنا من الغش، ومنع مزج الحليب بالماء ؟!
قالت لها أمها : وأين منا أمير المؤمنين ؟ ...
ردت البنت قائلة : إن كان أمير المؤمنين لا يرانا فربه سبحانه يرانا !...
أُعجب الفاروق بدين الفتاة وكريم خُلُقها ،
وأمر صاحبه أن يضع علامة على البيت ، وقال له : ايتني بخبر أهل الدار ...
وفي الصباح قال خادمه : إنها امرأة تبيع الحليب وابنتها .
فسأل الخليفة ابنه عاصماً : هل لك في زوجة صالحة ؟
قال : نعم . فزوجه منها .
فكانت هذه الزوجة الصالحةُ جدةََ الخليفة الأموي العادل عمر بن عبد العزيز.
اقتباس:
تعقيب مهم ليس من اصل الموضوع
روى القصة : الآجُرّي في " أخبار أبي حفص عمر بن عبد العزيز "
وابن عساكر في " تاريخ دمشق " .
وذَكَرها ابن الجوزي في كتابه " صِفة الصفوة " .
ورَوى ابن سعد في " الطبقات الكبرى" ابن شوذب قال :
لَمّا أراد عبد العزيز بن مروان أن يتزوج أمّ عمر بن عبد العزيز
قال لِقَيّمه : اجمع لي أربعمائة دينار مِن طَيّب مالي ،
فإني أريد أن أتزوج إلى أهل بيت لهم صلاح .
قال : فتزوّج أمّ عمر بن عبد العزيز .
ومثل هذه القصص التي لا يَنبني عليها أحكام ؛
لا يُشتَرَط فيها صِحّة أسانيدها ، ولا يَلزم التحقق مِن صِحّتها ،
خاصة وأنه ليس فيها ما يُستنكَر .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
منتدى الارشاد للفتاوى الشرعية
فرحت الأم بابنتها ، وقبّلتها ، وقالت: إنّ السُّحت يا ابنتي لا بركة فيه ،
ويُردي صاحبه في النار ، والحلال يرفع شأن صاحبه في الدنيا ، ويهديه إلى الجنة .
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم روى لأصحابه قصة مشابهة لما رويتِ ،
سأقصها عليك الآن ونحن نرتب الطعام على المائدة قبل أن يصل والدك .
تعلمين يا حسناء أن الخمر لم يكن محرّماً في أول الإسلام ،
ثم بدأت الدائرة تضيق على تناوله حتى حرّمه الله تعالى
في قوله سبحانه " يا أيها الذين آمنوا ، إنما الخمر والميسر والأنصاب
والأزلام رجس من عمل الشيطان ، فاجتنبوه لعلكم تفلحون ،
إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء
في الخمر والميسر ، ويصدكم عن ذكر الله
وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ؟ " قالوا : انتهينا ، يا رب ، انتهينا .
ولعله كان في الأمم السابقة غير محرّم كذلك .
فقد انطلق رجل بسفينته في النهر ، يقف على هذه القرية وتلك القرية ،
وهذا الحي وذاك ، يبيع الخمر للناس .
وكان غشّاشاً ، يخلط الخمر بالماء ليزداد بيعه ، فيزداد ربحه .
وكثير من الناس في أيامنا هذه يفعل مثله ظنّاً منهم
– وهذا قلة في الدين ، وضعف في اليقين –
أنهم يسرعون في الثراء ، فيَشـُوبون الجيد بالرديء ،
او يمزجون المتقاربين في النوع ليجنوا المال الكثير بالطرق غير المشروعة ،
فيخسرونه وأضعافه بطرق لا يشعرون بها ، فقد تكون المرضَ ،
أو السرقةَ أو الضياعَ أو الإسرافَ أو النكدَ في الحياة
الذي يطغى على كثرة المال ، فيفقدُ الإنسانُ الراحة وطعم السعادة ..
وهذا كلُّه لا يساوي شيئاً أمام عذاب الله تعالى وغضبه ...
فما نبت من سحت فالنار أولى به .
باع الرجل " الخمر المائيّ" ، ووضع الدنانير في كيسه ،
وانطلق بسفينته عائداً إلى بيته ، والسعادة تملأ نفسه ،
والأمل في جمع ثروة كبيرة يراوده .
وبينما هو في أحلامه ، وقردُه إلى جانبه يقفز هنا وهناك
اختطف القردُ الكيسَ ، وصعِد به إلى سارية السفينة .
فانخلع قلب التاجر لمصير الكيس ، فقد يطيح به القرد في الماء ،
فيخسر تجارته وأحلامه الوردية التي خامرَتْه .
وقد يفتحه ، فتتساقط بعض الدنانير في الماء ،
ويغيب بعضها في ثنايا الألواح ....
أيها القرد ؛ أيها القرد؛ بالله عليك انزل .
فلما لم ينزل ناداه : ارم الكيس إليّ بهدوء ، ولا تفجعني في مالي ...
لم يفهم القرد توسّلَه ، بل تمكّن من جلسته أعلى السارية ،
وحلَّ رباطَ الكيس ...؛ نظر في داخله ...؛ مدّ يده إلى الدنانير الذهبيّة ،
فأخرج ديناراً ، وقلّبَه بيده كأنه يروزه ( يختبره ويتعرّفه)
ثم ألقاه أسفل منه ، فسقط في السفينة ، فابتدره التاجر ...
ورفع رأسه إلى حيث يجلس القرد ... كان التاجر متوثّباً مشدودَ الأعصاب ..
لقد مدّ القرد يدَه إلى الكيس ، وأخرج ديناراً قلّبه بيده ،
فاستعدّ التاجر لتلقّيه .. ليس في الأمر حيلة سوى ذلك ،
لقد ترك دفّة السفينة ليتفرّغ للالتقاط الدنانير ....
يا ويح التاجر ، لقد رمى القرد الدينار في الماء بين الأمواج ،
ورمى التاجر رأسه على عمود السارية من الغيظ والقهر ..
وعاد ينظر بتوسّل ظاهر إلى القرد ،
ولكنْ هذه المرة دون أن يناديه ، إذ انعقد لسانه ..
فرمى القرد إليه ديناراً ، فأسرع إلى التقاطه ،
ورمى الدينار الرابع إلى الماء ... يا ويحه ، ما عادت رجلاه تحملانه ..
سقط على الأرض ، وعيناه متعلقتان بالقرد وصنيعه ...
ازدادت سرعة يد القرد ، واستمر التوزيع العادل في القسمة ..
دينارٌ يٌرمى على السفينة ، وآخر يُلقى إلى الماء ....
وفرغ الكيس ، ونزل القردُ ...
أخذ التاجر نصيبَه من ثمن الخمر ،
وأخذ النهر نصيبه من ثمن الماء الممزوج بالخمر ...
أليست القسمة صحيحة ، والقردُ قاضياً عادلاً ، وحكَماً نزيهاً ؟! !
وقد نال التاجر نصيبه من الحزن والألم في الدنيا .
وسينال جزاءَه في الآخرة ناراً تلَظّى ، لا يصلاها إلا الأشقى ..
هذا إذا لم يتق الله تعالى ، ويتـُب ، ويعفُ الكريمُ عنه.
مسند الإمام أحمد ج2ص306
|
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 07:38 PM
|