هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في اختيار الاسماء
من الخطأ الشديد الذي يقع فيه البعضُ اختياره اسماً قبيحاً
لابنه، يحمل معنى سيئاً يتأذى منه في صِغَرِهِ وكِبَرِه،
إمَّا لغرابته، أو لِما يَحويه من معانٍ تدلُّ على عدم الخير، أو الغلظة،
أو غير ذلك من المعاني المكروهة للنُّفوس..
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتسمية المولود باسم حسنٍ،
لأن الاسم الحسن يترك انطباعاً حسناً لصاحبه وللسامعين،
كما نهى صلى الله عليه وسلم عن تسميته باسم قبيح
أو اسم غير جائز شرعا،
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(أحب الأسماء إلى الله تعالى: عبد الله وعبد الرحمن) رواه أبو داود،
●●●
ولم يَكُن اعتناء النبي صلى الله عليه وسلم بالاسم الحَسَن
مقتصراً على الأطفال فقط،
بل كان للرجال والنساء والعجائز نصيب من ذلك الهَدْي النبوي،
فقد غيَّر صلوات الله وسلامه عليه أسماء بعض الأسماء القبيحة أو المحرمة
لبعض الصحابة إلى أسماء حسنة طيبة,
فقد أخرج الترمذي وصححه الألباني في:
"باب ما جاء في تغيير الأسماء" عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغير الاسم القبيح)،
●●●
وقد شمل اعتناء النبي صلى الله عليه وسلم بتغيير أسماء بعض الناس
إلى تغيير أسماء بعض القرى والأماكن إذا كان اسمها قبيحاً أو سيئاً،
فعن عائشة رضي الله عنها قالت
(كان إذا سمع اسما قبيحا غيره،
فمر على قرية يقال لها: عَفْرَة فسماها خضِرَة) صححه الألباني.
وكذلك غير صلى الله عليه وسلم اسم يثرب إلى:
المدينة، وطابة، وطيبة،
وسبب هذه الكراهة أن يثرب إما من التثريب الذي هو التوبيخ والملامة،
أو من الثرب وهو الفساد، وكلاهما مستقبح،
●●●
وقد ورد في السيرة النبوية الكثير من المواقف والأحاديث لبعض الأسماء
التي غيرها النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها:
ـ عن عائشة رضي الله عنها قالت:
(جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي,
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنتِ؟
قالت: أنا جَثَّامَةُ الْمُزَنِيَّة، فقال: بل أنت حسانة المزنية)
رواه الحاكم وصححه الألباني.
جثامة: اسم ثقيل يجمع في معناه أشياء كثيرة وكريهة
من البلادة والكسل والكابوس.
ـ وأخرج مسلم في كتاب الأدب:
"باب استحباب تغيير الاسم إلى الحسن"
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
غير اسم عاصية، وقال: أنتِ جميلة).
وروى البخاري
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
أنه ذُكِرَ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له: شهاب,
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أنت هشام)،
ومعنى شهاب:
كلُّ مضيء متولد ضياؤه من النار،
قال الخطابي: "الشهاب: الشعلة من النار".
●●●
الثابت والمعلوم من هدي نبينا صلى الله عليه وسلم وسيرته المشرفة
أنه كان يحب الاسم الحسن، ويكره الاسم الذي يتضمن قُبْحاً وغلظة،
أو الذي يتضمن شركاً، أو رضا بالمعصية،
أو يشتمل على تزكية، ويغيِّره إلى اسم حسن طيب،
فعن هانيء بن يزيد رضي الله عنه:
أنه لما وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه،
سمعهم النبي صلى الله عليه وسلم يُسَمُّون رجلاً منهم عبد الحجر،
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ما اسمك؟
قال: عبد الحجر،
قال: لا، أنت عبد الله) رواه البخاري ..
قال أبو داود: وغيَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم العاصي وعزيز وعَتَلَة وشيطان، والحكم، وغراب،
وحبَّاب، وشهاب، فسماه هشاماً،
وسمى حرباً سِلماً،
وسمى المضطجع المنبعثَ،
وأرضاً تسمى عفرَة سماها: خضرةَ،
وشِعْبَ الضلالة، سماها شِعْبَ الهدى،
وبنى الزِّنَية سماهم بني الرُّشْدَة،
وسمَّى بني مُغويَةَ بني رُشد".
●●●
اسم الإنسان عَلَمٌ عليه، وهو أمر مهم في التعريف به،
لذا لا بد من الحرص على انتقاء أحب وأجمل الأسماء لفظاً ومعنى لأولادنا ـ
البنين والبنات ـ،
ولو أن المسلم ـ صغيراً كان أو كبيراً ـ سُمِّيَ باسْمٍ قبيح يزعجه ويؤذيه،
وأراد أن يستبدله باسم حسنٍ فليغيره ويستبدله،
وهو بذلك مُتّبٍّع لا مُبْتٍدع,
فعن عائشة رضي الله عنها:
(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغير الاسم القبيح إلى الاسمِ الحسن)،
وعن عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيّ رضي الله عنه أنه قال:
(كان إذا أتاه الرجل وله اسم لا يحبه حَوَّلَه (غيَّره))
رواه الطبراني وصححه الألباني،
وهذا من كمال وجمال أدبه وهديه صلى الله عليه وسلم.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
آخر تعديل الأمير يوم
11-07-2019 في 12:23 PM.
|