الإيمان يزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية ، فمن أراد زيادة الإيمان فليقبل على طاعة الله وليجتنب معصية الله ، ويساعده على ذلك :
مجالسة أهل الخير والصلاح ، والبعد عن أهل البدع والمعاصي .
ومن أهم ما يستعين به المسلم على ذلك :
- الدعاء وسؤال الله الثبات على دينه :
قال الله تعالى عن أهل العلم والإيمان :
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) آل عمران/ 8 .
وروى أحمد في المسند (23463) عن عائشة رضي الله عنها قالت :
عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
- وروى الترمذي (3599) وحسنه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علما )
وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " ، ومن زاده الله علما قوي إيمانه .
- وروى أحمد (3797) عن ابن مسعود رضي الله عنه : " أَنَّهُ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ يَدْعُو، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَدْعُو،
فَقَالَ: ( سَلْ تُعْطَهْ )، وَهُوَ يَقُولُ: ( اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي أَعْلَى غُرَفِ الْجَنَّةِ ، جَنَّةِ الْخُلْدِ ) "
ومن أعطاه الله إيمانا لا يرتد فهو قوي الإيمان ، لا تضعفه الشهوات ولا الشبهات .
- ومن ذلك أيضا : طلب الهداية من الله تعالى .
روى مسلم (2725) عنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه ، قَالَ:
" قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( قُلِ : اللهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي) ".
وروى مسلم أيضا (2721) عن ابن مسعود رضي الله عنه : " عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:
(اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى) .
- ومنه أيضا : جوامع الدعاء في سؤال الله الخير والاستعاذة به من الشر ، كما روى ابن ماجة (3846)
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهَا هَذَا الدُّعَاءَ:
ثالثا :
علاج الوساوس يكون بتركها ، والإعراض عنها ، والإكثار من تلاوة القرآن ، والأعمال الصالحة ، واللجوء إلى الله ، والتضرع إليه ، ودعائه سبحانه أن يدفع عنك كيد الشيطان ، ويثبتك على الحق .
ومن الأدعية النافعة في طرد وسواس الشيطان :
- الاستعاذة بالله منه ، قال تعالى : ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الأعراف/ 200 .
- سؤال الله العصمة منه ، روى ابن ماجة (733) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
( إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِد َ، فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ ، وَإِذَا خَرَجَ، فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) وصححه الألباني في " صحيح ابن ماجة " .
- الاستعاذة بالله من همزات الشياطين وأن يحضرون : ( وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) المؤمنون/97-98.
- سؤال الله أن يخسئ الشيطان ، روى أبو داود (5054) عَنْ أَبِي الْأَزْهَرِ الْأَنْمَارِيِّ رضي الله عنه : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ:
( بِسْمِ اللَّهِ وَضَعْتُ جَنْبِي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، وَأَخْسِئْ شَيْطَانِي ، وَفُكَّ رِهَانِي ، وَاجْعَلْنِي فِي النَّدِيِّ الْأَعْلَى) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
رابعا :
الحديث الوارد في السؤال حديث ضعيف ، رواه الحاكم في "المستدرك" (1994) من طريق عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ حُنَيْنٍ ،
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: وَاذُنُوبَاهُ وَاذُنُوبَاهُ ،