الإعجاز العلمي في قوله وجعل لكم سرابيل

الإعجاز العلمي في قوله وجعل لكم سرابيل
قال الله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ}[٧]، هذه الآية تتطرّق إلى عددٍ من النِّعم التي امتنّ بها الله تعالى على عباده وتتمثّل في الظلال والجبال والسرابيل، وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية أن المقصود بالظلال أي المكان الفيء وتعني الشجر، وأكنان الجبال أي الحصون والمعاقل الجبلية،أما قوله سرابيل والسرابيل هي الثياب المصنوعة من القطن والكتان والصوف والوبر والشعر والتي تدفع عن الإنسان ضرر الحر، وسرابيل للأمن والوقاية كالدروع المصنوعة من الحديد المصفح والزرد وغير ذلك.
ومن أوجه الإعجاز العلمي في قولِه وجعل لكم سرابيل الدراسات والأبحاث الصادرة عددٍ من مراكز الأبحاث المعتمدة والتي تؤكد أنّ الإنسان ارتدى اللباس منذ آلاف السنين وأنّه المخلوق الوحيد الذي ارتداها منذ آدم -عليه السلام-، لحاجته للباس بسبب تركيبة الجلد عند الإنسان والتي تتكوّن من ثلاث طبقاتٍ، أولها الطبقة الخارجية وهي البشرة، وهي طبقة رقيقة تحتوي على خلايا صبغية مع خلايا الجلد، وطبقة وسطى وهي طبقة سميكة تحتوي على بصيلات الشعر والغدد العرقية والزيتية، وكذلك الأوعية الدموية والأعصاب، وتمثّل الطبقتين جدارًا واقيًا لأعضاء وأنسجة الجسم الداخلية، وتتماسك الطبقتين معًا بغشاءٍ بينهما يسمى الغشاء الأساسيّ، وتحت الجلد توجد طبقة ثالثة هي طبقة ما تحت الجلد، وهي مكونة من ألياف بروتينية ودهون تحتوي مستقبلات حسيّة وغدد وبالتالي فجلد الإنسان غير مُهيّأ للتعامل مع الظروف الجويّة من الحرّ والبرد والرطوبة والوقاية دون غطاءٍ خارجيٍّ يقي ضدّ كلّ هذه الأمور، ولقد سبقَ الإسلام جميع الاكتشافات العلميّة والبحثية التي أشارت أولًا إلى أنّ الإنسان الأول ارتدى اللباس وأول من ارتداه هو آدم -عليه السلام- وسبقها أيضًا في تحديد فائدة اللباس من أوجهٍ عدة كالوقاية من خطر الأشعة فوق البنفسجية هي أشعة غير مرئية، وتعدّ جزءًا من الطاقة التي تستمد من الشمس، ولها أثرٌ ضارٌّ على الجسم إذ تتسبب في حروق الشمس والتعرض لها لفترة طويلة يمكن أن يسبب الإصابة بسرطان الجلد نتيجة اختراق هذه الأشعة الجلد وتدمير بعض الخلايا الجلدية.
كما ثبتَ علميًّا أنّ التعرّض المباشر لضوء الشمس يسبب أمراضًا خطيرةً للجلد البشري منها: حروق الشمس وتقرن الجلد الشمسي وسرطان الخلايا الطلائية والسرطان الموضعي في الجلد والورم القتاميني الخطير وكذلك مرض الحساسية للضوء ومرض أكزيما الشمس، ولذلك برزت أهمية اللباس في الوقاية من ارتفاع الحرارة واشعة الشمس الضارة لذا كان التعبير القرآني في قوله وجعل لكم سرابيل تعبيرًا معجزًا حيث ثبت أن الملابس تعكس وتشتت موجات الأشعة فوق البنفسجية الضارة، فتقي الإنسان من الهلاك، كما ان ارتداء الملابس القطنية يخفف من الشعور بالحر والرطوبة، كما تظهر أهمية سرابيل الحرب كالدروع وما شابه من لباس المحارب في الوقاية من تلقي الضربات والطعنات المباشرة والمؤدية إلى الوفاة أو فقدان وإصابة أعضاء وأطراف المحارب
.
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|