اداب تلاوة القران الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
القرآن الكريم دستور المسلم، أمرنا الله سبحانه وتعالى بقراءته وتدبره، قال سبحانه وتعالى:
﴿الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ ..
[البقرة:121]،
وقال سبحانه وتعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾
.. [فاطر:29].
وضرب النبي صلى الله عليه وسلم أمثلة للتالين لكتاب الله، فقال:
-: ((مَثَلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأُتْرُجَّة؛ ريحُها طيِّب وطعمُها طيِّب،
ومَثَل المؤمن الذي لا يقرأ القرآنَ مثَل التمرة؛ لا ريحَ وطعمُها حُلو،
ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الرَّيحانة؛ ريحُها طيِّب وطعمُها مُرٌّ،
ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة؛ ليس لها ريحٌ وطعمُها مُرٌّ))؛
رواه مسلم.
وقال أيضاً صلى الله عليه وآله وسلم:
"يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتقي ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر أية تقرؤها".
روى الترمذي () وأبو داود
.
وقد وضع العلماء عده آداب لقارئ القرآن مستقاه من السنة النبوية المطهرة
وأفعال الصحابة الكرام ومن هذه الآداب:
الوضوء
- الوضوء فيستحب أن يقرأ القرآن على طهارة، وكذلك تطهير الفم عن طريق استخدام السواك
أو ما شابهه حتى تكون رائحة الفم طيبة عند قراءة القرآن.
قال تعالى : (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ () فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ () لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ) الواقعة: 77-79
طهارة المكان
- ويستحب لقارئ
القرآن أن يكون مكان قراءته نظيف وطاهر،
كما يسن أن يستقبل قارئ القرآن القبلة
وأن يجلس في خشوع وسكينة ووقار .
الاستعاذة والبسملة
- ومن آداب قراءة القرآن أن يستعيذ القارئ بالله من الشيطان الرجيم، ثم البسملة في جميع سور القرآن
ما عدا سورة براءة أو "التوبة"، فإنه يكتفى بالاستعادة فقط.
تجميل الصوت
- وعلى قارئ القرآن عند قراءته أن يجمل صوته ويحسنه وأن يلتزم بالنطق السليم
وأحكام القراءة حتى لا يغير معاني كلام الله سبحانه وتعالى.
الخشوع
- وكذلك على من يقرأ القرآن أن يكون خاشعًا متدبرًا لآياته وما يأتي فيه من حكم ومواعظ وأحكام وعبر،
وهذا هو المقصود من قراءة القرآن حتى تستنير القلوب والصدور
وتنشرح لما يتلى من الحق من كتاب الله سبحانه وتعالى.
وكان للصالحين والعارفين أحوال عند قراءة القرآن الكريم لما يستشعرونه في قلوبهم من معاني في آيات الله،
فكانوا يتوقفون على آية واحدة يبكون طوال الليل، وقد جاء وصفهم في قوله تعالى في سورة الإسراء:
﴿وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهمْ خُشُوعًا﴾.
وَقَدْ قَالَ أَحَدُ العَارِفِينَ بِاللهِ: "دواء القلوب خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتدبر وخلاء البطن
وقيام الليل والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين".
فاحرصوا على هذه الآداب عند قراءتكم لكتاب الله سبحانه وتعالى، وحافظوا على تلاوته آناء الليل وأطراف النهار
مع التدبر والخشوع والعمل بما جاء به من أحكام ومواعظ وتوجيهات..
فالقرآن الكريم هو دستور المؤمنين.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|