تواضعه وزهده..
تجلَّت عظمة الرسول -صلى الله عليه و سلم- في تواضعه وزهده، فقام بين أصحابه دون أن يتميز عليهم
ورضي أن يعيش قانعًا بما عنده، وكان في مقدوره أن يعيش كما كان يعيش كِسرى و قيصر، ولكن نفسه
صلى الله عليه وآله وسلم أبتْ زينة الدنيا، قطعًا للطريق أمام المتاجرين بالدِّين، و تعليمًا للدُّعاة و المُرَبِّين.
كان -صلى الله عليه و سلم- يُقِيم في حجرة صغيرة في وسطها حصير، ينام عليه أكرم مخلوق؛ فيؤثر في جسده الشريف..
وجاءه رجل فأصابه الخوف من هيبته، فقال له عليه الصلاة والسلام: (( هوِّن عليك؛ فإني لستُ بملِك؛ إنما
أنا ابن امـرأة مِن قريش، كانت تأكل القَديد بمكة )). أخرجه ابن ماجه، عن أبي مسعود البدري. والقَديد: هو طعام الفقراء.
وكان صلى الله عليه وآله وسلم يجلس بين أصحابه مختلطًا بهم؛ فيأتي الغريب، فلا يدري أيهم محمد.
وفي هذا التواضع وقار ما بعده وقار، وإظهار لمعنى الهداية منذ البداية وحتى النهاية.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|