ظ¥/ الحديث الخامس: الدين الممكّن:
عَنْ أُبي بن كعب رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بالسَّناء والرِّفْعَةِ، وَالدِّينِ، وَالنَّصْرِ، وَالتَّمْكِينِ فِي الْأَرْضِ ) .رواه أحمد( ظ¢ظ،ظ¢ظ¢ظ ).
في الحديث: تصريح أكيد بنصر هذه الأمة وتمكينها، وظهورها على أعدائها المختلفين، وأنها في محل عال من الرفعة والسناء الذي هو علو القدر والمكانة، وحسن العاقبة .
ظ¦/ الحديث السادس: القوة الهجومية:
عن سليمان بن صُرَد رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ حِينَ أَجْلَى الْأَحْزَابَ عَنْهُ : ( الْآنَ نَغْزُوهُمْ وَلَا يَغْزُونَنَا، نَحْنُ نَسِيرُ إِلَيْهِمْ ) . البخاري( ظ¤ظ،ظ،ظ ).
فيه تحول المؤمنين المستضعفين من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم، واندحار القوى المتحزبة، وامتنان الله على عبادة بالمغانم والفتوح، وأن العاقبة للمتقين، ولكنها لا تأتي دون عناء وجلد ومصابرة .( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوَ أخباركم )سورة محمد .
ظ¨/ الحديث الثامن : رُعب الأعداء:
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي : نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ).البخاري ( ظ£ظ£ظ¥ ) ومسلم ( ظ¥ظ¢ظ، ).
فيه قوة الدين وانتشاره، وخوف الأعداء من مواجهته، وأن الرعب يغتالهم قبل وصول رسول الله وأهل الإيمان، وسيكون ذلك في أمته ما استعصموا بدينه، وحافظوا على منهاجه .
ظ،ظ¢/ الحديث الثاني عشر: الغِراس المستديمة:
عن أبي عِنبةَ الخولاني رضي الله عنه، وَكَانَ قَدْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ قال: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم فيه بطاعته، إلى يوم القيامة ) رواه ابن ماجة بسند حسن (ظ¨).
فيه خلود هذا الدين، ودوام رسالته، وأن غراسه ثابتة، وينابيعه متدفقة، تتمثل في علماء عاملين، أو مجاهدين باذلين، أو مصلحين مضحين، أو دعاة مثابرين.
ظ،ظ§/ الحديث السابع عشر: تزايد الإسلام ونقصان الشرك:
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ولا يزال الإسلام يزيد، وينقص الشرك وأهله، حتى تسير المرأتان لا تخشيان إلا جوراً، والذي نفسي بيده، لا تذهب الأيام والليالي، حتى يبلغ هذا الدين مبلغَ هذا النجم ).أخرجه الطبراني في الكبير (ظ¨/ظ،ظ¤ظ¥) .
فيه دليل توهج الإسلام وارتفاعه كالنجم، وانه يزداد قوة وانتشاراً وشموخا، ويقيّض الله له صنوف البشر والطاقات والآلات، بحيث تسود كلمته، ويشتد أمانه ورخاؤه .
ظ،ظ¨/ الحديث الثامن عشر: علو هذا الدين:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الإسلام يعلو ولا يُعلى ) أخرجه الدارقطني وغيره بسند حسن، واختُلف فيه رفعاً ووقفاً (ظ£/ظ¢ظ¥ظ¢) .
فيه تأكيد للمعاني السابقة، وأن الإسلام يعلو معنى وحسا، وقدراً ومكانة، فلا يطاوله دين، ولا يزاحمه طريقة..! وما ذاك إلا لصدق مبادئه، وعظمة شرائعه، فهو كلمة الله في الأرض، ودينه المهيمن على كل الأديان والملل.
وعلوه يعني انتصاره وظهوره في كل المشاهد والمحافل، قال تعالى :( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) سورة آل عمران.
ظ¢ظ/ الحديث العشرون: حفظ الشام :
عن عبدالله بن حَوالة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ، وَأَهْلِهِ ) .رواه أحمد( ظ¢ظظ£ظ¥ظ¦ ). وهو حديث صحيح.
فيه فضل بلاد الشام، وأنها تعظم أيام الفتن وفِي آخر الزمان، وأن الله يرعاها ويحفظها كما قال: ( فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ) سورة يوسف .
ظ¢ظ،/ الحديث الواحد والعشرون : تأييدات خارجية عجيبة:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( وَإِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ ). البخاري( ظ£ظظ¦ظ ) ( ظ،ظ،ظ، ) .
فيه دليل على تسخير كل الإمكانات لنصرة هذا الدين، بما في ذلك الكفار والجبابرة، فينصرون دين الله وهم لا يشعرون ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) سورة المدثر .
ظ¢ظ¢/ الحديث الثاني والعشرون: شروط النصر:
عن ابن عباس رضي الله عنهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) . الترمذي( ظ¢ظ¥ظ،ظ¦ ) أحمد( ظ¢ظ¨ظظ£ ).
فيه بيان لشروط النصر، وأنه لا يُرتجى بلا صبر، ولا يُبتغى بلا احتمال، كما قال تعالى:( فما وهنوا لنا أصابهم في سبيل الله وما ضَعُفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ) سورة آل عمران . وهذا الصبر يعني الثبات والاحتمال ومواصلة الطريق، والقيام بالدعوة، وتحمل كل صنوف الأذى والمتاعب، وفي التعريفات للجرجاني رحمه الله، الصبر هو (ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله، لا إلى الله) .
ظ¢ظ¥/ الحديث الخامس والعشرون: من علامات النصر :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُدْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ : إِنَّ لَنَا أَبْنَاءً مِثْلَهُ. فَقَالَ : إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ تَعْلَمُ. فَسَأَلَ عُمَرُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ : { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } ، فَقَالَ : أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَهُ إِيَّاهُ. قَالَ : مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ.
رواه البخاري ( ظ£ظ¦ظ¢ظ§ ).
فيه اكتمال نصر هذه الأمة، وأن وفاته عليه الصلاة والسلام إشارة الى تمام النعمة، وتوطيد الملة، واندحار المناوئين له ولرسالته ، فهو في أمان من الله وتمكين من حفظه وتأييده ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ) سورة المجادلة .
ظ¢ظ¦/ الحديث السادس والعشرون : الدعاء بالنصر:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو : ( رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ هُدَايَ إِلَيَّ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ..). الترمذي ( ظ£ظ¥ظ¥ظ، ).
فيه: أن الدعاء باستنزال النصر من دأب الأنبياء والصالحين، فلا يعتمد فقط على الأسلحة المادية والاستعداد البشري، بل ثمة أسباب إيمانية ومعنوية لابد من استنهاضها واستعمالها قال تعالى: ( وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ) سورة آل عمران .
فيه إثبات نزول المسيح عليه السلام وأنه تواترت به الأحاديث، وهو شكل من التمكين لهذه الأمة، فينزل مقررا للإسلام ويرفض الجزية، وإمام المؤمنين منهم. ونقل الحافظ في الفتح عن بعضهم: قال: معنى قوله: " وإمامكم منكم " يعني: أنه يحكم بالقرآن لا بالإنجيل. وقال ابن التين رحمه الله : معنى قوله: " وإمامكم منكم " أن الشريعة المحمدية متصلة إلى يوم القيامة، وأن في كل قرن طائفة من أهل العلم. وهذا والذي قبله لا يبين كون عيسى إذا نزل يكون إماما أو مأموما، وعلى تقدير أن يكون عيسى إماما، فمعناه أنه يصير معكم بالجماعة من هذه الأمة.
ظ£ظ¥/ الحديث الخامس والثلاثون: توسع الملك لهذه الأمة :
عَن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، إِذْ رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ ) رواه أحمد بسند صحيح (ظ¢ظ،ظ§ظ£ظ£) .
فيه دليل على عظمة الإسلام واتساع دعوته وقيام حملته به، وأنه لا يخلو زمان من حملة أتقياء، ودعاة أشداء، يضحون له، ويؤذون بسببه، وفضل بلاد الشام وصلاح أهلها.
قال النووي رحمه الله: ( قال علي بن المديني : المراد بأهل الغرب : العرب ، والمراد بالغرب الدلو الكبير لاختصاصهم بها غالبا ، وقال آخرون : المراد به الغرب من الأرض ، وقال معاذ : هم بالشام ، وجاء في حديث آخر : " هم ببيت المقدس " ، وقيل : هم أهل الشام وما وراء ذلك ، قال القاضي : وقيل : المراد بأهل الغرب أهل الشدة والجلٍد ، وغرب كل شيء حدّه )اهـ. واختاره المعلّمي اليماني رحمه الله الجميع .
ظ£ظ¨/ الحديث الثامن والثلاثون: أمة الإسلام خير الأمم :
عن بَهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } قَالَ : ( إِنَّكُمْ تُتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً، أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّه ) رواه الترمذي بسند حسن ( ظ£ظظظ،). وفِي رواية لأحمد: ( وجُعلت أمتي خير الأممِ ) (ظ§ظ¦ظ£)
فيه بيان خيرية هذه الأمة وكرامتها على الله، ومن ثم يكون عزها وتمكينها في الأرض ، قال تعالى : ( كنتم خير أمة أُخرجت للناس ) سورة آل عمران . وقال: ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) سورة العنكبوت .
قال بعضهم : إنما حازت هذه الأمة قصب السبق إلى الخيرات بنبيها محمد صلوات الله عليه وسلامه ، فإنه أشرف خلق الله وأكرم الرسل على الله ، وبعثه الله بشرع كامل عظيم لم يعطه نبي قبله، ولا رسول من الرسل، فالعمل على منهاجه وسبيله يقوم القليل منه ما لا يقوم العمل الكثير من أعمال غيرهم مقامه..!
ولما جعله الله فيهم من قوة الإيمان وروائع الخصال، والتصدي للفتن والأشراط الضخام، واستمرار الجهاد إصلاحاً ودعوة ومنافع كثيرة .