غزلٌ على شُرفةِ يأس ..!

|










مدخل
الرقص على سلالم الحظ شبيهٌ بـِ التعلق بـِ حبال مُهترئة ،
حين تنزلق قدمك تُرجم بـِ ألف لعنة ..!

( 1 )
كانت كـ غيمةٍ نديّة
تتهادى غنجاً و تتمايل عطراً
تُطّير ظفائر أملها
تُغازل الشمس
وتُناغي فراشات ألقها

تعثّرت به ذات مساء
صعقها تيار كهربائي
قلبها يكاد يُهرول إليه
ونبضاته يُسابق بعضها بعضا
نظراتها مُعلقة عليه
وهو يبادلها بـِ المثل
ثقل الهواء بينهما
ابتسم فجأة
ارتعش إدراكها
وخطت خطوتين بعيداً عنه
ثم تجمدت
حين سمعت صوته الأجش
مُخاطباً إياها ..
( أنتِ لي )
هربت وصوت ضحكته يُلازمها
ويزيد وتيرة تنفسّها ..!


( 2 )
قالت : يا من اكتحلت به أصابع العمر
ومنحني صخب اللحن اعلم أنْ مُدني شائكة ،
والحُب في عُرفنا جُرمٌ لا يُغتفر ..

قال : نبضك تآمر على كلي وأقام في الصدر
عاصفةً هوجاء ينشدني همس المطر وربيعاً
به نتدثر ..

قالت : مُقدّرٌ لنا يا أنت
أن يبقى الليل لنا مرفأ ، والحب ترياقاً
يتدلّى من عناقيد الوله ،
نُقيم له كُلّ مساء صلوات التوق
في مزارات الحنين ،
تُصاحبها أنّات ناي وجعٍ مُقيم ..

قال : يا سيّدة كُلّ الحكايات
وجدتك في سِفر الهوى
تاريخ ميلادي منذُ ألفِ عامٍ
من العشق أو يزيد
بكِ ولكِ
دوّنت شريعة النبض
بـ حبر الجنون في عروش الغرق ..!


( 3 )
بث حديثه في قلبها
أجراس التمّرد
وسال منه لُعاب القمر
لـِ تُزهر حدائق الحلم
وتُحلّق فراشات الأمل
أيا عذراء ترهبن بي عطرها
وتصوفت أطرافي بـِ حريقها
آوي إلى صدرِ روحي
لـِ نُصافح ماء الحياة
ونُنشيء من عقيم الرؤى
كروم عنبٍ و ياسمين ..


( 4 )
لم يسكُنها رجلٌ كما فعل ،
آمنت به كـ عقيدة
بـ وحيه تقدّس عطرها
رتلته كـ فقه ناسك
جمعها من أقصى جنونها
حتى آخر اللهفة ..
تسلقته نبضة نبضة
انبت غيمهُ مواسم المطر
فـ جمعتْ به حقائب الزمن
ويممتْ روحها شطر مآذن الخفق
وما كادتْ تُلامس وهج الشغف
حتى أُشهرت سيوف الرفض
وبُترت ساق حلمها
أجهضت سعادتها في مهدها
توسلتْ سنابل الريح
وناشدتْ مزامير الماء ..
" أن لا حياة لي بدونه " ،
ثم
غادرتها سنابل الحياة
وتبلّد فيها العطش ..


( 5 )
لازالت تتصفح وجه الماء ،
وتُناجي أرصفة الخيال ،
تتسكع في شرفات الحنين
يُطاردها ظله
تحتشد لحظة قد كانت لها عمر
تُنصت الحواس في خشوع
تتحسس وشم في ذاكرتها
تُرتب بقاياه المنحوتة فيها
فـ تستفيق أنّاتها على رائحته
مَنْ سـ يُرمم كسر روحها
كلّما عانق الليل شهقات حرمانها ..!

مخرج ..
الحب في تاريخنا موسيقى مُحرمة ..!

.
.


جوري القحطاني ( النّدى )