( الأبيض والأسود فضاءات الابداع عند أنور )

( الأبيض والأسود فضاءات الابداع عند أنور )
--------------------------------------
(البحت) اكل ريفية محببة لنا في الريف و تعمل من طبخ الرز مع حليب الماشية ، ويضاف لها السمن البلدي او الدبس ، ولقد جُهْزَت كوجبة فطور في بيت (أنور منخي) وتم وضعها في وعاء عريض (صينية) و بقربها اناء مليء (بالدبس ) وهو عصارة التمر كما هو معروف ، فجلس أنور على الانائين ورسم بورتريه للشهيد الثائر ثائر الطيب، معتمداً على (البحت) الأبيض و(الدبس)الأسود و قدمت العائلة كي تجتمع على الاناء ، لكنها وجدت صورة للشهيد المذكور مؤطرة بحواشي (الصينية).

وللطرافة أيضا فقد دخل الى المطبخ فوجد (رقية) كبيرة مدورة وأهله نيام في قيلولة الظهيرة ، فماكان منه الا ان امسك بسكين المطبخ ونحت منها رجلاً احمراَ بلحية بيضاء ، مستخدماً الوان ثلاثة هي القشرة ذات اللون الأخضر والأبيض الذي يقع تحت القشرة واللون الأحمر في القلب ، ولقد استيقظ اهله فوجدوا رأس رجل بدل (ركَيتهم) ، فاكل احدهم انفه والأخر رقبته وثالث اجهز على ما تبقى من (الرجل الأحمر).

أنور منخي البديري قريبنا في المنزل وصلة الرحم ، طالب اكمل الإعدادية ، وقد حباه الله موهبة النحت والرسم منذ طفولته ، وعندما أراد ان يكمل دراسته الجامعية ، اصر اهله ان يدخل كلية التربية او الإدارة والاقتصاد ، ولقد بذلت جهداٌ غير عادي لاقناعه واقناعهم على الالتحاق في اكاديمية الفنون الجميلة ، وحصل ذلك لكن ظروف الدراسة لهذه السنة بسبب المظاهرات وجائحة الكورونا افسدت الدراسة ، فالدراسة نوعان اما معلومات نضرية قد تنفع فيها الدراسة والامتحان عن بعد ، اودراسة عملية وفنون ، فلابد ان ينتظم فيها الطالب على مقاعد الدراسة ، ليدخل الورشة والمختبر والملعب ، وكلها أماكن لا تستقيم الدراسة العملية الا بها .

للفنان التشكيلي أنور مساهمات فنية غاية في الروعة .فلقد انتشرت له لوحة فنية على مستوى واسع . كان قد رسمها في ساحة التحرير في اوج فترة الانتخابات .وتناقلتها فضائيات عالمية ومحلية.

واخر عمل له هو نحت وجه رجل بدون ان يستخدم أياً من مستلزمات النحت وادواته .
الابداع موهبة تسقل ، ولا ابداع بدون شغف وهوية ، ان الابداع الذي يولد من رحم المعانات يولد ومعه مقومات بقائه ، لقد ولد أنور وولدت معه خيالات الفن فكانت يداه تشكل من طين الساقية اشكالاً من الكائنات التي نعتقدها تعيش بيننا كأحياء تتنفس والسن تنطق .

نتمنى له مستقبلاً زاهراً مع فنه وابداعه.