يعتقد الباحثون أن فيروس كورونا يمكن أن يتسبب بالإصابة بمرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال.
ودرس الأكاديميون في إمبريال كوليدج لندن عدد الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم بفيروس كورونا في خمس وحدات للأطفال في جميع أنحاء العاصمة البريطانية، ووجد الخبراء أن حوالي 30 طفلاً تم تشخيص إصابتهم بالنوع الأول من السكري بين 23 مارس (آذار) و 4 يونيو (حزيران)، وتتراوح أعمارهم بين 23 شهراً و17 عاماً.
وقال الباحثون إن هذا العدد كان يعادل ضعفي الحالات التي يتم تشخيصها في العادة، والتي لا تسببها السمنة كما هو الحال في مرض السكري من النوع الثاني. وكان 5 من الأطفال إما مصابين بفيروس كورونا، أو من المحتمل أن يكونوا قد أصيبوا به في الماضي، مما دفع العلماء إلى الربط بين المرضين.
ويقترح الباحثون أن يكون فيروس كورونا يمكن أن يهاجم خلايا البنكرياس بشكل مباشر، والتي تعتبر حيوية لإنتاج الأنسولين. ويحدث مرض السكري من النوع الأول عندما يقوم جهاز المناعة بتدمير الخلايا المنتجة للأنسولين، وهو ناتج عن خطأ في الاستجابة المناعية للجسم، حيث يستهدف جهاز المناعة خلايا بيتا ويقتلها عن طريق الخطأ.
المرض - الذي يتم تشخيصه غالباً في مرحلة الطفولة - يوقف الجسم عن إنتاج ما يكفي من الأنسولين لتنظيم غلوكوز الدم، وإذا كانت المستويات مرتفعة للغاية باستمرار، فقد يؤدي ذلك إلى الموت.
ويمكن علاج مرض السكري من النوع الأول بعدة حقن يومية من الأنسولين، أو باستخدام مضخة الأنسولين للتحكم في مستويات الغلوكوز في الدم.
وقالت الدكتورة كارين لوجان، المؤلفة المشاركة في الدراسة "يُظهر تحليلنا خلال ذروة الوباء، أن عدد الحالات الجديدة من مرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال كان مرتفعاً بشكل غير عادي في اثنين من المستشفيات في شمال غرب لندن مقارنة بالسنوات السابقة".
وأضافت "عندما حققنا أكثر، كان بعض هؤلاء الأطفال مصابين بفيروس كورونا أو سبق أن تعرضوا للفيروس. ورغم أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بالحالات الخطيرة لفيروس كورونا، إلا أننا بحاجة إلى النظر في المضاعفات الصحية المحتملة بعد التعرض للفيروس عند الأطفال".
ويمكن أن تؤدي الفيروسات إلى بعض أمراض المناعة الذاتية عن طريق التسبب في تلف الجهاز المناعي، لكن الباحثين يؤكدون على ضرورة إجراء المزيد من الاختبارات لتأكيد النتائج التي توصلوا إليها، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.