ينبغي لك عدم الاكثار من الحلف ولو كنت صادقا
لقول الله سبحانه وتعالى
(وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُم) سورة المائدة
وقوله صل الله عليه وسلم
(ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم
اشيمط زان وعائل مستكبر ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري
الا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه)
فالمشروع للمؤمن ان يقلل من الايمان ولو كان صادقا
لان الاكثار منها قد يوقعه في الكذب
ومعلوم ان الكذب حرام واذا كان مع اليمين صار اشد تحريما
لكن لو دعت الضرورة او المصلحة الراجحة الى الحلف الكاذب فلا حرج في ذلك
لما ثبت عن النبي صل الله عليه وسلم من حديث ام كلثوم بنت عقبة
بن ابي معيط رضي الله عنها ان النبي صل الله عليه وسلم قال
(ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فيقول خيرا أو ينمي خيرا)
قالت
ولم اسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إنه كذب الا في ثلاث
الاصلاح بين الناس
والحرب
وحديث الرجل امراته
وحديث المراة زوجها
رواه مسلم في الصحيح
فاذا قال في اصلاح بين الناس والله ان اصحابك يحبون الصلح ويحبون
ان تتفق الكلمة
ويريدون كذا وكذا ثم اتى الاخرين وقال لهم مثل ذلك
ومقصده الخير والاصلاح فلا بأس بذلك للحديث المذكور
وهكذا لو راى انسانا يريد ان يقتل شخصا ظلما او يظلمه في شيء اخر
فقال له
والله انه اخي
حتى يخلصه من هذا الظالم اذا كان يريد قتله بغير حق او ضربه بغير حق
وهو يعلم انه اذا قال
اخي تركه احتراما له وجب عليه مثل هذا لمصلحة تخليص اخيه من الظلم
والمقصود
ان الاصل في الايمان الكاذبة المنع والتحريم
الا اذا ترتب عليها مصلحة كبرى اعظم من الكذب
كما في الثلاث المذكورة في الحديث السابق