فتنة لا تدع بيتاً من العرب إلا دخلته
الناظر في هذا الزمان وما وصلت إليه التكنلوجيا، وما أصبح عليه حال الناس، وانفتاح المجال في برامج التواصل الاجتماعي أمام الجميع صغير وكبير ذكر و أنثى عاقل ومجنون، يتبادر إلى ذهني ما أخبر عنه النبي ﷺ من علامات الساعة وهذا يجعلك تزداد إيماناً بالله ورسوله ﷺ..!!
قال ﷺ: (ثم فتنة لا تدع بيتاً من العرب إلا دخلته ).
هذه فتنة تنتشر وتستشري فلا تترك بيتاً من العرب إلا وتدخله، والرسول ﷺ في هذه الرواية ذكر بيوت العرب من باب التغليب، وإلا فقد ورد في رواية عند أحمد أنه ﷺ قال: ( يدخل حَرّها بيت كل مسلم ). أي يدخل حر هذه الفتنة بيت كل مسلم فهي تعم المسلمين، ليست خاصة بالعرب فقط، فهي فتنة شاملة عامة ولعلها هي الفتنة التي ذكرها الرسول ﷺ في الحديث الآخر: (ثم تكون فتنة الدهيماء لا تدع أحداً من هذه الأمة ـ أي كل المسلمين ـ إلا لطمته لطمة ). (يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ).
يعني أنها شر مستطير، يخرج فيها الناس من الإسلام ـ والعياذ بالله ـ تكون هذه الفتنة في المسلمين، تدخل عليهم بيوتهم بحيث لا يبقى بيت إلا دخلته، بحيث لا يبقى فرد إلا لطمته، ويكون من ضحاياها أناس يخرجون من الإيمان إلى الكفر، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً..
فهل يمكن استبعاد شبكات التواصل الاجتماعي من تلك الرؤية؟ وبالتأكيد فكرة الدخول لكل بيت يمكن الآن قبولها في إطار الإنترنت وشبكات التواصل والتي يمكن من خلالها عبور الأفكار ليس فقط إلى كل بيت، بل إلى غرف النوم نفسها، أما الخطير في الأمر هو إشارة بعض الدراسات إلى ازدياد أعداد ونسبة الإلحاد بين صفوف المسلمين في المنطقة إلى نسب كبيرة جدا متزامنة مع انتشار وازدياد أعداد مشترك شبكات التواصل الاجتماعي حيث تردد وصول النسبة إلى 2-3 % في مصر، وهي من أكبر دول المنطقة في عدد السكان حيث بلغ عدد الذين ألحدوا منذ ثورة يناير حتى الآن 2.5 مليون ملحد أغلبهم تركوا الدين من خلال تأثير مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، وتواصلهم مع مواقع إلحادية متعددة لا يعلم مصادرها..
قال ﷺ: (لا تقوم الساعة حتى تروا أموراً عظاماً لم تكونوا ترونها ولا تحدثون بها أنفسكم) [رواه أحمد]. وفي رواية (فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله تعالى واعلموا أنها أوائل الساعة). انظروا إلى المخترعات الجديدة مثل الإنترنت والجوال والتلفزيون والأسلحة الفتاكة والأمراض الخطيرة..
كل هذه الأشياء لم نكن نسمع بها من قبل..!! فاليوم تستطيع أن تكلم صديقك وتراه من خلال جهاز الجوال وهو يبعد عنك آلاف الكيلومترات، وهي دليل على صدق النبي ﷺ ، إذ كيف له أن يعلم بأنه ستظهر أمور عجيبة وعظيمة وجديدة، لو لم يكن رسولاً من عند الله تعالى.
قال ﷺ: (لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب وتتقارب الأسواق ويتقارب الزمان) [رواه الإمام أحمد].
تقارب الزمان: من خلال سرعة الاتصالات وسرعة التنقل وسرعة نقل المعلومة، من خلال الجوال والفضائيات والبريد الإلكتروني.
وفي الحديث: ( وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه...، فإنه الرجل يغدو إلى بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق ).
فكيف تبلغ الافاق بسرعة إلاَّ عن طريق برامج التواصل الاجتماعي..
ختاما : أكثروا من الدعاء وسألوا الله الثبات على هذا الدين حتى نلقاه، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.