إن الكرم المحمدى كان مضرب الأمثال، وكان صلى الله عليه وسلم، لا يرد سائلًا قط طلب منه شيئًا، فقد سأله رجل حُلَّة كان يلبسها، فدخل فخلعها، ثم خرج بها فى يده، وأعطاه إياها، وعن عمر بن الخطاب أن رجلًا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله أن يعطيه شيئًا من الدنيا، فقال صلى الله عليه وسلم، ما عندى شيء، ولكن ابتع، أى اشتر ما تبغى بثمن يكون دينًا على أداؤه، فإذا جاءنى شىء أى: من باب الله قضيته فقال عمر: يا رسول الله قد أعطيته أي: السائل ما عليك، فما كلفك الله ما لا تقدر عليه فكره النبى صلى الله عليه وسلم قول عمر؛ لأنه مخالف لمقتضى كمال الكرم والجود. وفى صحيحى البخارى ومسلم عن جابر ابن عبد الله رضى الله عنهما: ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط، فقال: لا. وقال أنس بن مالك رضى الله عنه: ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئًا إلا أعطاه، سأله رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين، فأتى الرجل قومه فقال لهم: يا قوم، أسلموا، فإن محمدًا يعطى عطاء مَن لا يخاف الفاقة، وإن كان الرجل ليجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يريد إلا الدنيا، فما يمسى يكون دينه أحب إليه وأعز من الدنيا وما فيها، ولنا فى الاستدلال على كرم رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث ابن عباس رضى الله عنهما، وقد سئل عن جود رسول الله صلى الله عليه وسلم وكرمه، فقال: كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون فى شهر رمضان كان أجود من الريح المرسلة، ومن ذلك أنه حُملت إليه تسعون ألف درهم، فوضعت على حصير، ثم قام إليها يقسمها ولم يأخذ منها شيئا. لكم خالص تحياتى وتقديرى و رمضـــان كريـــم الدكتور علــــــــى