حسن الجيرة
من حق الجار على جاره سؤاله عن أحواله وصحَّته إذا غاب عن الأنظار؛ لأن الباب بالباب يفرض هذا التواصل والسؤال، فالجار سندٌ لجاره في الأزمات والمِحَن، ويكون عونًا له في أحلك الأوقات.
يسعى الجار قدر الإمكان إلى أن لا يؤذي جاره، وأن يصون بيته في غيابه، وأن لا يسيء إليه؛ لأن هذا النمط من الأخلاق، يُربِّي التكافل بين الجيران، ويُوجِدُ روح التضامن والصفاء ونقاء السريرة.
لأبناء الحي التعاون والتكافل في الشؤون المُتعلِّقة بصيانة الحي، بأن تكون هناك مبادرات فردية وجماعية، الغاية منها تهيئة الحي والحفاظ على إنارته، وغرس الأشجار في أرجائه، فيكون لائقًا وجميلًا في الأعين.
قيمة الجار غالية، ويسأل الفرد عن الجيران قبل اقتنائه للبيت؛ لأنه سيتواصل معهم، وستكون له علاقات وطيدة بهم، فإذا كان الجيرانُ طيِّبين، أَقْبَلَ على اقتناء البيت، وهو واثق بأن حياته ستكون هادئةً، وستجمعُه روابطُ وثيقةٌ بجيرانه.
تتعزَّز الأخوَّة بحُسن الجيرة، وكثرة هذه النماذج ترفعُ من أعمدة المدينة بأكملها، كفسيفساء رائعة من أحياء راقية، يسهرُ على صيانتها ونقائها سُكَّانها، وهذه النماذج دليلٌ على التحضُّر ونُبل الأخلاق، والرغبة في التعايش والتكافل والتكامل.
الجار سندٌ لجاره ويشدُّ عضده، الجار ليس إلا أخًا لجاره، لا يؤذيه، ويبتسم في وجهه كلَّ صباح، ويُسلِّم عليه، هذه المشاعر الحارَّة، تبثُّ روح التكافل بين أفراد المجتمع، فالمجتمع نواتهُ الأسرة، وحاضنتهُ المُحيط، فإذا نَمَتِ الأسرة في مجتمع مُتعايش بسَلام، كان أفراد الأسرة بنفس السجيَّة، فالمُحيط تأثيره بالغٌ في الأُسَر.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|