الدين المعاملة.. خلق الرحمـــة
قال تعالي:
«فى وصف ذاته: وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ»،
وقال تعالي:
«فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ»،
ووصف نبيه بقوله:
«فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا
غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ»،
وقد وردت مادة الرحمة فى القرآن الكريم 323 مرة،
ومفهوم الرحمة رقة فى القلب تجعل صاحب
هذا القلب يرق لألام الخلق ويسعى لإزالتها،
يأسى لأخطائهم فيتمنى لهم الهداية
وهى لا تقتصر على الإنسان بل تتخطاه
إلى الحيوان الأعجم، بل الجمادات بعدم هدمها وإتلافها،
وفى هذا يقول النبى صلى الله عليه وسلم
الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ،
ارْحَمُوا مَنْ فِى الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِى السَّمَاءِ،
والرحمة الواردة تشمل جميع أصناف
الخلق فيرحم البر والفاجر والحيوانات
والوحوش والطيور وكل من فى الأرض،
وفى رواية من لا يرحم المسلمين لم يرحمه الله،
و قال النبى صلى الله عليه وسلم
لا تنزع الرحمة إلا من شقى،
وورد فى السنة أن الله جعل الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ،
فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءًا،
وَأَنْزَلَ فِى الأرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا،
فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ حَتَّى تَرْفَعَ
الْفَرَسُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ،
وهذه الرحمة هى رحمته تعالى التى خلقها لعباده،
وجعلها فى نفوسهم، والتى أمسك عند نفسه
هى ما يتراحمون به يوم القيامة ويتغافرون
من التبعات التى كانت بينهم فى الدنيا،
وبذلك يجب الرحمة مع الأبناء والوالدين والزوجة
والأرحام والجيران بل مع النوع الإنسانى
بأكمله فضلا عن الحيوانات والجمادات،
والرحمة مرتبطة بأصل الدين أى بالإيمان
لقول النبى صلى الله عليه وسلم
«لن تؤمنوا حتى تراحموا قالوا يا رسول الله كلنا رحيم،
قال إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه،
ولكنها رحمة العامة».
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضـان كريــــم
الدكتور علــــى
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|