قال تعالى:
«وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ
فِى كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ»،
معنى الآية الأرحام مأخوذة من الرحم،
وهو مكان الجنين فى بطن الأم،
والمراد بهم الأقارب، للرجل
أو المرأة من ناحية الأب والأم،
ومعنى صلة الرحم: الإحسان
إلى الأقارب فى القول والفعل
ويدخل فى ذلك زيارتهم، وتفقد أحوالهم،
والسؤال عنهم،
ومساعدة المحتاج منهم،
والسعى فى مصالحهم والنُّصرة لهم،
وإرشادهم، وتقديم النصح لهم،
وطلاقة الوجه والكلمة الطيبة
معهم والدعاء لهم بالهداية،
وعيادة المريض منهم،
وجعلهم الله أوْلى ببعض
لأن المسلمين الأوائل حينما
هاجروا إلى المدينة تركوا فى مكة
أهلهم وأموالهم وديارهم،
فآخى النبى صلى الله عليه وسلم
بينهم وبين الأنصار
وهذه المؤاخاة اقتضت أنْ يرث
المهاجر أخاه الأنصارى،
فلما أعزَّ الله الإسلام،
ووجد المهاجرون سبيلاً للعيش،
واستقر أمرهم قررت الآيات
أن أُولى الأرحام أى الأقارب بعضهم
أولى ببعض فى الميراث،
و تعد صلة الرحم من أفضل العبادات
التى يتقرب بها العبد إلى ربه،
ووصَّى الله بها عباده المؤمنين،
وبين ما يترتب عليها من خير
فى الدنيا والآخرة،
وقد ربط الله تعالى بين
صلة الرحم والبركة فى الوقت
والرزق والمال والولد وطول العمر،
وحثَّ عليها النبى صلى الله عليه وسلم
وبين جزاءها وثمرتها حيث قال:
مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له فى رِزْقِهِ،
ويُنْسَأَ له فى أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ،
وليعلم كل مسلم أن مِن أفضل الصلة
أن تصِل من قطعك، وتعطى من حرمك،
ولا خلاف بين العلماء فى أن الصدقة
النافلة جائزة ومثاب عليها
إذا أعطيت لأقرب الناس
إلى المتصدق، ولو أن كل مسلم
قام بصلة رحمه لما وجد فقير
أو محتاج بيننا.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضـان كريــــــم
الدكتور علـــــــى