قصص_ معاندة
كان جمعٌ من المشركين ومنهم أبو جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أميّة المخزوميّ يجلسون خلف الكعبة، ثمّ أرسلوا إلى النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأتاهم، فقال له عبد الله بن أميّة: إن سرّك أن نتّبعك فسيّر لنا جبال مكّة بالقرآن فأذهبها عنّا حتّى تنفسخ فإنّها أرض ضيّقة واجعل لنا فيها عيونًا وأنهارًا حتّى نغرس ونزرع فلست كما زعمت أهون على ربّك من داوود (عليه السّلام)، حيث سخّر له الجبال تسبح معه، أو سخّر لنا الرّيح فنركبها إلى الشّام فنقضي عليها مسيرتنا وحوائجنا ثمّ نرجع من يومنا فقد كان سليمان (عليه السّلام) سخّرت له الرّيح، فكما زعمت لنا فلست أهون على ربّك من سليمان وأحي لنا جدّك قصيًّا أو من شئت من موتانا لنسأله أحقّ ما تقول أم باطل فإنّ عيسى (عليه السّلام) كان يحيي الموتى ولست بأهون على الله منه [204] ، فأنزل الله سبحانه: ﴿ وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [205] .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|