قال تعالى:
«وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ
أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ»،
العفو عن الذنب هو الإعراض
عن العقوبة، والصفح:
هو ترك التأنيب، وهو أبلغ
من العفو وصفحت عنه:
أوليته منى صفحة جميلة
معرضا عن ذنبه بالكلية،
وهذه الآية نزلت عندما حلف
سيدنا أبو بكر الصديق ألا يعطى
بعض قرابته الذين خاضوا
فى حديث الإفك بالنسبة لابنته
عائشة زوج رسول الله
صلى الله عليه وسلم شيئا
ممن كان ينفق عليهم،
وكان عفوه وصفحه رضى الله عنه
فى هذا الموقف هو أقصى
ما تصل إليه السماحة البشرية،
ولذلك كانت المكافأة على هذا العفو
منه هى حب الله تعالى له،
فلما نزل قول الله تعالى:
«وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا
أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لكم»،
قال أبو بكر: بلى والله
إنى أحب أن يغفر الله لى،
فرجع إلى النفقة التى كان
ينفقها عليه، وقال:
لن أمنع عن مسطح الصدقة
بعد اليوم، والله لا أنزعها منه أبدًا،
وهذه قمة السماحة مع ما لحقه
رضى الله عنه من أذى فى ابنته،
والعفو من أسماء الله الحسنى،
وحظ العبدمن ذَلك الاسم
هو أَن يعفو عَن كل من ظلمه
بل يحسن إليه كما يرى الله تعالى
محسنا فى الدنيا إِلى العصاة،
وأوصى الله رسوله به فقال له:
«خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ»
فلما نزلت على النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
قال: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ،
وَتُعْطِىَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ،
ويوجد آيات كثيرة
فى القرآن الكريم تحث المؤمنين
على التحلى بالعفو.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضـان كريـــم
الدكتور علـــى