الرّسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أحبّ إلى المؤمن من نفسه
كان مولى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويُدعى ثوبان شديد الحبّ لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قليل الصّبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغيّر لونه ونحل جسمه، فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): يا ثوبان ما غيّر لونك، فقال: يا رسول الله ما بي من مرض ولا وجع، غير أنّي إذا لم أرك اشتقت اليك حتّى ألقاك، ثمّ ذكرت الآخرة فأخاف إنّي لا أراك هناك لأنّي عرفت أنّك ترفع مع النّبيّين وإنّي إن أُدخلت الجنّة كنت في منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنّة فذاك حتّى لا أراك أبدًا، ثمّ قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): والّذي نفسي بيده لا يؤمننّ عبد حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه وأبوَيْه وأهله وولده والنّاس أجمعين، وقيل إنّ أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قالوا: ما ينبغي لنا أن نفارقك فإنّا لا نراك إلاّ في الدّنيا وأمّا في الآخرة فإنّك ترفع فوقنا بفضلك فلا نراك فنزلت الآية الشّريفة [287] : ﴿ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً ﴾ [288] .