رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون | الآية 87 من سورة التوبة سورة التوبة
» تفسير الوسيط: تفسير الآية
وقوله: رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ زيادة في تحقيرهم وذمهم.
والخوالف: جمع خالفة، ويطلق على المرأة المتخلفة عن أعمال الرجال لضعفها، كما يطلق لفظ الخالفة- أيضا- على كل من لا خير فيه.
والمعنى: رضى هؤلاء المنافقون لأنفسهم، أن يبقوا في المدينة مع النساء، ومع كل من لا خير فيه من الناس، ولا يرضى بذلك إلا من هانت كرامته، وسقطت مروءته، وألف الذل والصغار.
وقوله وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ بيان لما ترتب على استمرارهم في النفاق، وعدم رجوعهم إلى طريق الحق.
أى: أنه ترتب على رسوخهم في النفاق، وإصرارهم على الفسوق والعصيان أن ختم الله على قلوبهم، فصارت لا تفقه ما في الإيمان والجهاد من الخير والسعادة، وما في النفاق والشقاق من الشقاء والهلاك.
» تفسير القرطبي: مضمون الآية
قوله تعالى رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهونقوله تعالى رضوا بأن يكونوا مع الخوالف الخوالف جمع خالفة ; أي مع النساء والصبيان وأصحاب الأعذار من الرجال .
وقد يقال للرجل : خالفة وخالف أيضا إذا كان غير نجيب ; على ما تقدم .
يقال : فلان خالفة أهله إذا كان دونهم .
قال النحاس : وأصله من خلف اللبن يخلف إذا حمض من طول مكثه .
وخلف فم الصائم إذا تغير ريحه ; ومنه فلان خلف سوء ; إلا أن فواعل جمع فاعلة ولا يجمع ( فاعل ) صفة على فواعل إلا في الشعر ; إلا في حرفين ، وهما فارس وهالك .
وقوله تعالى في وصف المجاهدين : وأولئك لهم الخيرات قيل : النساء الحسان ; عن الحسن .
دليله قوله عز وجل : فيهن خيرات حسان .
ويقال : هي خيرة النساء .
والأصل خيرة فخفف ; مثل هينة وهينة .
وقيل : جمع خير .
فالمعنى لهم منافع الدارين .
وقد تقدم معنى الفلاح .
والجنات : البساتين ، وقد تقدم أيضا .