طرق فعالة لتدريب طفلك على الحفاظ على مقتنياته الشخصية منذ صغره

تُفاجأ الأم وبشكل يومي غالبًا - وهذه شكوى الكثير من الأمهات - عند عودة الطفل من المدرسة أنه قد فقد الكثير من أدواته الخاصة، وأن الأم أصبحت مضطرة لأن تشتري له بديلًا عنها، مما يرهق ميزانية الأسرة، كما أن فقدان الطفل لأغراضه وأدواته لا يعد تصرفًا سليمًا، ويدل على استهتار الطفل أولًا وعدم تقديره لقيمة ما يمتلك، ولذلك فهي تعاقبه وقد تضطر إلى ضربه وتتهمه فعلًا بالاستهتار.
من الضروري أن تدرب الأم طفلها على طرق الحفاظ على مقتنياته الشخصية، ويكون ذلك بتعويده على النظام أولًا، واتباع طرق أخرى بعد ذلك، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبد الله، حيث أشار إلى طرق فعالة لتدريب طفلك على الحفاظ على مقتنياته الشخصية منذ صغره، ومنها تعريف الطفل بمعنى وقيمة المقتنيات الشخصية وغيرها في الآتي:

علمي طفلك معنى وقيمة المقتنيات الشخصية

طفلة ترتب حقيبتها المدرسية
تحدثي مع طفلك وفي سن مبكرة عن أن كل إنسان يمتلك أشياء يجب أن يهتم بالحفاظ عليها؛ لأن هذه الأشياء تكون جزءًا من شخصيته، وتعبر عن ذوقه كما أنه لم يحصل عليها بسهولة لأن أي شيء يحتاجه فهو يحتاج إلى المال لكي يحصل عليه، كما أن الأب يتعب ويكد كثيرًا في سبيل المال اللازم لتوفير متطلبات الأسرة ومن واجب كل فرد في الأسرة أن يحافظ عليها فلا يفقدها بسهولة ولا يتلفها.
تحدثي مع طفلك عن أهمية الأشياء الخاصة به وأنه يجب أن يحافظ عليها لأن الحفاظ عليها من علامات الطفل المنظم والمتفوق وضمن الخطوات التي تساعدك كيف تعلمين طفلك على اكتساب مهارات تحمُّل المسؤولية؟ لأن الحفاظ على الأشياء من ضمن مسئوليات أي شخص، وأن الإنسان يجب أن يحافظ على كل شيء يخصه ولا يترك شيئًا لكي يعبث به الآخرون ابتداء من جسمه ومرورًا بالأشياء التي يمتلكها، وأنه يمكن أن يعير بعض أدواته لزميله في الفصل ولكن يجب أن يعيدها له، وأن تكون في حالة جيدة وهذه الطريقة ترفع إحساس الطفل بالمسئولية ازاء أشياء أخرى في حياته.
عوديه على النظام

طفلة تبعثر ألعابها
اهتمي بتعويد طفلك وفي سن مبكرة وقبل أن يتم العامين أن يعيد ألعابه إلى صندوقها المخصص لها بعد أن يفرغ من اللعب بها فهذه الخطوة الهامة والمبكرة في التدريب تسهم بشكل فعال على تعليم الطفل على النظام في حياته، حيث أن النظام من أهم أسس النجاح في الحياة، وطالما تعلم الطفل على النظام في حياته فسوف تصبح فرصة فقدانه لأغراضه وأدواته الخاصة معدومة أو قليلة، كما أنه يكون من السهل عليه أن يعثر عليها في حال فقدانها، ويجب أن يتعلم النظام في البيت وفي المدرسة؛ لكي تكون حياته مبنية على النظام والذي يقوده لتحقيق التفوق بسبب توفيره للوقت الذي يمضيه الآخرون في تنظيم أشيائهم، ومحاولة البحث عنها خصوصًا في أوقات الامتحانات المدرسية والمذاكرة والاستعداد لها، سواء في البيت أو حين يكون في قاعة الامتحانات، وينطبق ذلك على كل ما يخص شؤون حياته حين يكبر.

دربي طفلك على طرق البحث عن مقتنياته الضائعة
اهتمي بتدريب طفلك على البحث عن مقتنياته الضائعة، وعدم إضاعة الوقت في البكاء عليها مثلًا؛ لأن البكاء عند فقد الأشياء يعني أن تصبح فرصة العثور عليها معدومة، ولذلك يجب أن يعرف خطوات البحث ففي حال فقد أحد أدواته في غرفته فيجب أن تعلميه كيف يبحث في خزانته، وأن يبدأ في البحث بالترتيب من اليمين إلى الشمال ومن فوق لتحت على سبيل المثال؛ لأن البحث العشوائي سوف يجعله يشعر بالتعب والإرهاق ويضيع الوقت، وقد لا يعثر على ما فقده بسهولة، أو يجعله من المفقودات التي سيمر وقت طويل حتى يجدها.
علمي طفلك أن يبحث عن أدواته ومتعلقاته الخاصة التي فقدها في الفصل مثلًا، بطريقة مهذبة وبكل هدوء، وعليه ألا ينفعل مثلًا أو يتهم أحد الزملاء بأنه قد أخذها منه، ويجب أن يتوجه إلى المعلم ويخبره بتفاصيل ما فقده، مثل شكل الأداة ولونها ومتى فقدها، وقبل ذلك يجب أن يبحث عنها جيدًا في حقيبته ودرجه المخصص له في الفصل؛ لكي لا يضيع وقت المعلم في البحث.

كافئيه حين يعثر على أشيائه المفقودة
اهتمي بعد أن تدربي طفلك على البحث عن أشيائه وأدواته المفقودة أن تكافئيه حين يعثر عليها، وذلك لكي يشعر الطفل أنك تهتمين بقيمة الأشياء وتقدرينها؛ لأن الطفل حين يلاحظ اللامبالاة من الأم أو أن تقول له في حال فقدانه لأحد أدواته سوف أشتري لك بدلًا منها فهنا يبدأ الطفل بالشعور بالاستهتار وعدم تقدير قيمة الاشياء.
تحدثي أمام باقي الأبناء وكذلك الأب عن المجهود الذي بذله الابن حتى عثر على الشيء الذي فقده في البيت، وتحدثي عن ذاكرته القوية وذكائه في البحث السريع عنها؛ لأن تشجيع الطفل وتحفيزه سوف يؤدي لأن يكون الطفل حريصًا على القيام بخطوات صحيحة وسليمة في حياته، مثل أهمية الحفاظ على الأشياء التي تخصه، وكذلك الأشياء التي تخص باقي أفراد العائلة.
ابتعدي عن العقاب الخاطئ عند فقدان طفلك لمقتنياته

أم تلوم طفلها
توقفي عن استخدام أسلوب عقاب الطفل حين يضيع ويفقد بعض الأشياء والأدوات الخاصة به، ولا تصفيه بصفات مكروهة خاصة أمام إخوته أو زملاء المدرسة، أو أمام الأب وغيره من الكبار والضيوف؛ لأن الطفل سوف يتعزز لديه شعور وإحساس عدم قدرته على الحفاظ على أشيائه الثمينة، ويصبح لديه عادة فقدان الأشياء بشكل مستمر وأكثر من ذي قبل، ولذلك فيجب أن يكون العقاب على مستوى قيمة الأشياء، وأن تسأل الأم نفسها هل هذه المرة الأولى التي يفقد فيها طفلها أشياءه وأغراضه، وكذلك في حال تعرض الطفل للسقوط مثلًا بسبب حادث في المدرسة أو الشارع، فمن المهم أن تطمئن على صحة طفلها وسلامته وأن يكون اهتمامه بالأشياء التي فقدها او أتلفها في الدرجة الثانية من الاهتمام؛ لكي لا يشعر الطفل أن الأشياء المادية أهم من صحته وسلامته عند أمه.
لا تبالغي في عقاب الطفل عندما يفقد الأشياء، وفي نفس الوقت وفي حال تكرار الأشياء واستخدام عدة طرق للحفاظ عليها ولكن الطفل يفقدها في كل مرة فيجب أن توقعي عقابًا مناسبًا على طفلك، ولكن يجب أن تكوني حذرة لأن هناك بعض الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة وتشتت الانتباه، وهاتان متلازمتان مرضيتان تؤديان لعدم قدرة الطفل على الحفاظ على أشيائه، أو فقدانها بسهولة مع صعوبة العثور عليها، ولذلك يجب أن تكون الأم على معرفة بأي عرض مرضي يعاني منه طفلها ويؤثر على قدرته على الاحتفاظ بمقتنياته الخاصة.

سلمت الأيَادي وَ يعطيك العَافية
لرُّوحك إكليل الوَرد .

يعطيك ربي ألف عافيه
بإنتظار جديدك بكل شوق.
لك مني جزيل الشكر والتقدير...
..}~ مودتي

تسلم كفوفك ..
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك
تقديري

سَلمتِ لـِ جَميلِ الجَلب .

سلمت يدآك ع آلطـرح الانتقاء المميز