البُنُوّة :
مصدر من الابن وهى صلةُ النَّسبِ
بين المولودِ والوالد، وهى ليست
دعوةً يدَّعِيها الرجلُ على صِحة
بنوةِ ولده ذكرًا كان أو أنثى؛
بل هى واجباتٌ تبدأ أولَ ما تبدأ باختيارِ
أمٍّ لا يُعير بها الولدُ بنسبِه إليها،
وتوفيرِ مطعمِه ومشربِه
وكسائِه ثم تعليمِه وتربيتِه وتهذيبِه،
لكننا نريد أن نبعثَ برسالةِ
تحذيرٍ للمجتمعِ لِمَا نراه فى زماننا
من تخلى كثيرٍ من الآباء
عن وجباتِهم تِجاهَ أولادِهم،
وما يتعرض له الأبناءُ
مِن أهوالٍ نتيجةً لتخلى كلٍ
من الأبِ والأم عن دورهما،
وما يتعرضون له من ألمٍ نفسى
نتيجة ما يعم البيوتَ من شجارٍ
ونزاعٍ وخلافات زوجية،
بل ووجد بعضُ الأبناءِ أنفسَهم
فى أروقةِ المحاكم تتقاذفهم الأيادى،..
وكم مِن مآسٍ قذفت بأطفالٍ للشوارعِ
حتى أصبحت ظاهرة تستنزف
من مقدراتِ البلادِ الكثيرَ والكثيرَ.
نريد أن نؤكد أن صلاح الولد
بصلاحِ الوالد، وقيمَ الولدِ
مستمدةٌ من قيمِ الوالد،
وأن التربيةَ التى يتكامل
فيها دورُ الأم والأب هى الأعظم
أثرا لبناءِ إنسان سوى
وأن أسسَ صلاحِ الأولاد
فى خمسةِ أشياء، أولها:
أن يُطعموا حلالا؛ لأن مَا مِن
جسد نبت من حرام إلا والنار
أولى به، ولأنَّ الحرامَ تُمحَقُ
به البركةُ وتتحقق به الفرقةُ
وهو أصلُ العقوق، وثانى ما يجب لهم:
هو أن نربيهم بالقدوةِ الحسنة
على الأخلاقِ الرفيعة والقويمة
لنصنع لهم جدارًا حمائيًا
قيميًا فى هذا العالمِ المنحدر
نحو اللاأخلاقية،
وثالثها: أن نستثمر فى عقولِهم
وتعليمهم؛ لأن أهمَّ ما يُدخل
على الأمةِ السرورَ وتُحمى به الثغورُ
هو الاستثمارُ فى العقول
ورابعُها:
أن نغرس المحبة بين أبنائنا؛
فلا نفرق بين ذكر وأنثى،
ولا بين أخ وأخيه،
وخامسها:
أن نلح فى الدعاءِ لله بصلاحهم،
هذا ما يجب:استثمارٌ فى القيمِ
والعقول، ومحبةٌ تجعلهم
لحمةً واحدة عند الخطوب
والكروب، وبلا شك
فإن هذا الأمرَ يحتاج لمزيدٍ
من الجهد والصبر،
بل والتضحية من أجلهم.
ورسالتنا للأبناءِ
أن يتقوا اللهَ فى آبائِهم؛
فلا يكونوا مصدرَ تعاسةٍ
وعقوقٍ لهم، وليَعْلَمُوا
انهمـم قرةُ عينِ آبائِهم.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتـور علـى حسـن
[IMG][/IMG]
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ الدكتور على حسن على المشاركة المفيدة: