ليــس نبيًّا هذه المرَّة، بل إنسانٌ مثلي ومثلك. وليــس شيطانًا أيضًا… لا يُتقن القسوة، ولا يَنوي الأذى، بل يُخطئ أحيانًا حين يُخدع، ويَصمت حين يَصرُخ قلبه من الداخل.
لا يُصلّي في كلِّ مشهد، ولا يُلقي بالحكمة على مائدةِ الجميع، ولا يَحمل قُدرةً خارقة على الصبر.
أيـوب هذه المرَّة ...
إنسانٌ يهاجم بشراسة ولم يمت، نجا ولم يُشفَ.
ينهــض كلَّ صباحٍ كأنّه بخير، ويصرخ كلَّ مساءٍ دون أن يَسمعه أحد.
لا يَشهق من الألم، بل يَبتلعُه… ويُخفيه خلفَ صوتٍ هادئ، وخطى واثقة لا تَشي بالزلزالِ تحتها.
أيــوب لا يَلعنُ الغدر، ولا يُجيد دور الضحيّة، ولا يَقف على بابِ أحد. هو فقط يَفهم… ببطء، وبصمتٍ نبيل.
يفهــم أنَّ التلميذ قد يَخون، وأنَّ الزميل قد يَذبح، وأنَّ الجهل يُميت ما لا يَقدر الفُقدان على قَتله.
أيــوب لا يَبحث عن بطولة، ولا عن نَصرٍ في المعركة… بل يَبحث عن مَن يَراه كما هو، ويَطمئنّ في حضوره أنَّ الصِّدقَ لا يُؤذِي، وأنَّ القلوبَ حين تُمنَح، لا تُنسى.
هــو رجلٌ عاديٌّ… لكنّه يَحمل في داخله ما يكفي لِكِتابة حياةٍ كاملة، تبدأ من خذلانٍ واحد، ولا تنتهي حتى يُشفى من سُؤالٍ واحد: “هل كنتُ أعرفكم بوجوهكم الحقيقيةأم كانت حفله تنكرية؟
في هذه الرسالة، يبدأ أيوب رحلته… لا ليستردّ الوعي، بل ليجد نفسه هذه المرة! صباحكم حيـــاة لكم خالص تحياتى وتقديرى الدكتــور علــتى