قبله دافئة ليلة شتاء باردة

ليلة دامسة الظلام بعد ان غاب القمر عن جلسة السمر ...
غيوم سوداء تراكمت في الفضاء وهدير الرياح يحاصر المكان ....
البرق يسبق الرعد لينقل البشارة ....
بشارة المطر الى مخلوقات الله وما هي الا لحظات حتى يؤكد الرعد البشارة......
تتهادى السحاب رويدا رويدا تعانق بعضها بعضا فتهطل قطرات اللقاء الحميمي على استحياء ....
طبعت قبلة الحياة على الارض بعد ان جف ترابها وظمأت وديانها ....
ها هي الزهور الجميلة تطرق بتلاتها تواضعا للهدية الالهية وها هو ذاك الطائر ينفش ريشه وينتفض بفرح ....
يزهو بقطرات الماء التي ربّتت على جناحيه......
حتى الصخور تفتحت مساماتها مستقبلة الضيف
بحفاوة فربما تنبت نبتة من
بين طياتها الحجرية لتكون رمزا للتفاؤل والبقاء ......
هنا وهناك كائنات تحتضن قطرات الماء
......تدب الحياة في عروقها وينبض الامل بغد مشرق في وريدها ....
توقف المطر عن الهطول ولاح الصباح بفجر جديد ويوم جديد ....
فاذا بخيوط الشمس تنبثق من وراء الغيوم كفتاة جميلة تخفي جمالها بنقاب مخملي ...
تسحر الناظرين اليها بسهم جارح من العيون .....
ارخت الشمس شعاعها الصباحي الذهبي وطبعت قبلة دافئة على ذاك الغصن العاري
فالتهبت مشاعر الشتاء وتأجج الحنين
للدفء من جديد.
اختلطت الوان الفرح الشتائي
ورقت الى السماء باحثة عن تلك الغيوم الولود ..... واصطفت في طابور زاهي
جميل مطوقة السحاب بذراعيها بقوس
قزح رائع وكأنها رسالة شكر الى الباريء العظيم.