عَبْدُ اللّهِ بنُ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُود الهُذَلِي
عَبْدُ اللّهِ بنُ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُود الهُذَلِي
عَبْدُ اللّهِ بنُ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُود الهُذَلِي، وهو حِجَازيّ، حليف بني زُهْرة بن كلاب:
يُكنى أبا عبد الرحمن، ويقال أبو عُبيد الله، عمه هو الصحابي الجليل: عبد اللّه بن مسعود، ومات والد عبد الله في حياةِ النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وََذكَرَه ابْنُ البَرْقِيِّ فيمن أدركَ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم، ولم يثبت عنه رواية، وذكره البخاري في التابعين ولم يزد في ترجمته على قوله: سمع عمر، يروي عنه حميد بن عبد الرحمن، وذكره ابن سعد فيمن وُلد على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ثم رَوَى بسندٍ صحيح إلى الزهري أنَّ عمر استعمله على السوق انتهى، وقال ابن حجر العسقلاني في كتاب "الإصابة في تمييز الصحابة": "ولهذا ذكرته في هذا القسم ــ ويعني به القسم الأول من حرف العين، وهو قسم الذين وردت صحبتهم بطريق الرواية عنهم، بغض النظر عن صحة أو ضعف هذه الرواية ــ لأن عمر لا يستعمل صغيرًا، لأنه مات بعد النبي صَلَّى الله عليه وسلم بثلاث عشرة سنة وتسعة أشهر، فأقلُّ ما يكون عبد الله أدرك من حياة النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم ستّ سنين؛ فكأن هذا عمدة العقيلي في ذِكْره في الصّحابة، وقد اتفقوا على ثقته" وأما أبو عمر فقال: "ذكره العقيلي في الصحابة، وغلط، إنما هو تابعي".
وهو والد عبيد الله بن عبد الله بن عتبة الفقيه المشهور المدني الشّاعر؛ شيخ ابن شِهاب، وروى عن عبد الله ابناه: عبيد الله، وعَوْف، وقال أبو حَصين: رأيتُ على عبد الله بن عتبة الخزّ، وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كان رفيعًا، أي رفيع القَدْر، كثير الحديث والفتيا فقيهًا، وكان صغيرًا على عَهْد النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وقد حفظ عنه يسيرًا، وروى عن عمه، وعُمَر، وعمار وغيرهم، وروى عنه حُمَيْد بن عبد الرحمن، ومحمد بن سِيرِين، وعبد اللّه بن مَعْبَد الزماني، وروى عنه ابنُه حمزة بن عبد الله بن عتبة قال: أَذْكُر أنَّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وضع يَده على رأسي، وذكره البخاريّ في التابعين، وإنما ذكره العقيلي في الصّحابة لحديثٍ حدَّثَه به محمد بن إسماعيل الصّائغ، عن سعيد بن منصور، عن جزء بن معاوية أخي زهير بن معاوية، عن أَبي إسحاق السَّبيعي، عن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: بعثَنا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى النّجاشي نَحْوًا من ثمانين رجلًا، منهم ابنُ مسعود، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن عُرْفُطَة، وأبو موسى الأشعريّ، وعثمان بن مظعون، فقال جعفر: أنا خطيبُكم اليوم، ثم قال: إنَّ الله بعث فينا رسولًا، وأمرنا ألّا نسجد لأحد إلا الله، وأمرنا بالصَّلاة والزّكاة... وساق الحديث(*)، وقال أبو عمر: ولو صحّ هذا الحديث لثبتت به هِجْرَة عبد الله بن عتبة إلى أرض الحبشة، ولكنه وهم وغلط، والصّحيحُ فيه أن أبا إسحاق رواه عن عبد الله بن عتبة، عن ابن مسعود قال: بعثنا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى النّجَاشِي، ونحن نحوٌ من ثمانين رجلًا منهم ابن مسعود، وجعفر بن أبي طالب... وساق الحديث، ولعل الوهم أن يكونَ دخل على منْ قال ذلك لما في الحديث منهم ابن مسعود، وليس يُشّكِلُ عند أحدٍ من أهلِ هذا الشّأن أنّ عبد الله بن عتبة ليس ممن أدرك الهِجْرَة إلى النّجاشي، ولا كان يومئذ مولودًا، والله أعلم، ولكنه وُلد في حياة النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وأتى به فمسحه بيده ودَعَا لَه، وقال حمزة، وفضل ابنا عَوْن بن عبد الله بن مسعود: حدّثتنا أمّ عبد الله بنت حمزة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن جدَّتها، وكانت أمّ ولد عبد الله بن عتبة، قالت: قلت لسيدي عبد الله بن عتبة: أي شيء تذكرُ من النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: أذكر أنني غلامٌ خماسي أو سداسي أجلسني النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم في حِجْرِه، ومسح على وَجْهي، ودعا لي ولذرَّيتي بالبَركة(*).
وروى محمّد بن سِيرِين قال: كنتُ عند عبد الله بن عتبة وكان قاضيًا لأهل الكوفة، وقال أبو نعيم: وكان عبد الله بن عتبة قاضيًا لمُصْعَب بن الزّبير، وروى الزهري، أنّ عمر بن الخطّاب استعمل عبد الله بن عُتبة على السوق وأمره أن يأخذ من القطنيّة، وقال محمد بن عمر: وقد روى عبد الله بن عتبة، عن عمر بن الخطّاب، ثمّ تحوّل إلى الكوفة فنزلها وتوفّي بها في خلافة عبد الملك بن مروان في ولاية بِِِِشْر بن مروان على العراق، وقَالَ ابْنُ حِبَّان في "الثِّقَات": كان يؤمُّ الناسَ بالكوفة، ومات في ولاية بشر بن مروان على العراق سنة أربع وسبعين، وقيل سنة ثلاث
|
|
|
[/size][/font] |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|